أيضاً أقرأ!
بالأمس كانت النداءات تتوجّه لتعزيز حبّ القراءة بوصفها هواية بناءة للشخصية والعقل، ولا يدّخر المربّون والمتخصصون في كلّ مناسبة سانحة تبيان دورها في تغيير الأفراد وإكسابهم خبرات حياتية ومتعة لا تنقضي.
واليوم يتوصل كثير من العلماء إلى أهمية علاجية مرتبطة بالقراءة ومن هؤلاء البروفيسور البريطاني لويس أبيلبي، بأن القراءة ليست مفيدة معرفياً وحسب بل هي وسيلة مجربة في تخفيف الضغوط وبالتالي رفع الروح المعنوية وتفعيل المزاج الإيجابي لدى الفرد.
وفي المجال العصبي تصرح سوزان جرينفيلد بأنّ فعل القراءة يؤجل بطريقة مميزة التأثير المؤذي للتوتر، وبما أن أدمغتنا تقصف يومياً بكمّ هائل من المعلومات التي تعترضنا بصورة إجبارية من الجميل أيضاً اختيار المعلومة التي تخفف من كلّ ذلك وقراءتها حتى وإن كانت على شكل وصفة طبق من كتاب للطبخ !
في استبيان أجري على نحو أربعة آلاف بريطاني بداية العام ???? ظهرت نتائج تختص بأهدافهم المحققة من خلال القراءة كانت النسبة الأكبر منها لتخفيف الضغوط والبعد عن المشكلات اليومية، بينما يلجأ الثلث منهم للقراءة في الليالي المؤرقة مما يساعدهم على الخلود إلى النوم.
ومن الاستبيان ذاته اتضح أن الشريحة الكبرى من الأفراد يفضّلون قراءة المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية أكثر من الروايات والكتب الأدبية.
ولكّن ذلك ما زال يعتبر قراءة في نظر المختصين، فالفعل هنا أهم من المصدر إذ لا توجد دراسة تحددّ أن تخصصاً قرائياً معين يسهم في تحسين المزاج حتى وإن كان ذلك كتاباً لمساعدة الذات.
المحتوى الذي نطّلع عليه أيضاً قد يغير حياتنا بصورة لم نتوقعها أو نعهدها من قبل، هذا التغيير يمتدّ أيضاً لتعاملنا مع المشكلات وعالمنا الخارجي.
أخيراً يفترض بنا أن نؤمن إيماناً عميقاً بأهمية القراءة قبل توصل العلماء حول العالم لذلك، فنحنُ أمّة نزل الوحي على نبيّها باقرأ.