اللهم أصلح حال «الصندوق»!

هل بات «صندوق الفقر» أو «الصندوق الخيري الوطني» حسب تسميته الجديدة، بحاجة إلى خطة إنقاذ وخريطة طريق تنتشله من وضعه الحالي غير المفيد؟
هذا السؤال هو ما يجب أن يُطرح حالياً وعلى جميع الأصعدة بعد أن كشف تقرير الزميل «حبيب الشمري» المنشور في «الاقتصادية» السبت الماضي, ما يفزع أغنياء الوطن قبل فقرائه من تخبطات وشلل شبه تام لهذا المشروع الذي عُلقت عليه الآمال لكبح جماح الفقر في المجتمع السعودي طوال 4 سنوات مضت.
وللأسف فقد أكد التقرير المعني صحة ما كان يردده الناس خلال العامين الماضيين في مجالسهم بصوت منخفض عن عدم وجود أي جدوى ملموسة لهذا الصندوق.. كانوا يرددون ذلك وهم يتمنون أن ما يرددونه غير صحيح .. فيما ما زال بعضهم يتساءل عن حقيقة وجود الصندوق على أرض الواقع.
يا سادة يا كرام .. إن من حق كل مواطن أن يسأل اليوم عن الأسباب الحقيقية عن عدم جدوى هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يعالج الفقر بأساليب «غير تقليدية» .. فإن كانت الأسباب تتمثل في سوء الإدارة أو سوء التخطيط أو كليهما معاً، فإننا بحاجة إلى الوقوف وقفة محاسبة, ومن ثم اتخاذ إجراءات من شأنها أن تعيد هذا الصندوق إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى تحقيق الأهداف التي تم تأسيسه من أجلها.
إنني أتساءل بحق إن كنا بحاجة إلى الاستعانة بخبرات أجنبية أثبتت نجاحها في مكافحة الفقر في دول أخرى لإدارة هذا الصندوق وتفعيله بالشكل المطلوب, و وضع آليات فاعلة لتطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر على أرض الواقع بدلاً من تزاحم الاستراتيجيات على الورق لسنوات أخرى دون جدوى.
والحق أقول إنه لا يمكنني تصور أن بعض الجمعيات الخيرية اليوم هي البوابة الشرعية لصندوق الفقر وعلى كل فقير التوجه لها ليحصل على ما تيسر منه.
حسناً.. إن كان الأمر كذلك فلا بد من أن نسأل أيضاً عن السبب الداعي لوجود هذا الصندوق من الأساس.. لماذا لا توزع الميزانية المخصصة له على الجمعيات الخيرية وكفى الله المؤمنين شر الوقوف في طوابير طويلة أمام موظفي الصندوق؟!
بالأمس طالب الكاتب عبد العزيز السويد من خلال زاويته المضيئة في صحيفة «الحياة»، بمحاسبة إدارة الصندوق وجهات الإشراف عليه، لفشلها في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الذي جعل القضاء على الفقر هدفاً استراتيجياً, وهذا ما يجب أن يؤيده كل مواطن ومسؤول ينتمي بوجدانه قبل إثبات هويته إلى هذا الوطن الذي لم يبخل في يوم من الأيام على أبنائه ولم تقصر حكومته في دعم كل ما من شأنه أن يعود بالنفع على مواطنيه.
وحتى ذلك الحين الذي تتم فيه المحاسبة المنتظرة, لا أجد ما أقول سوى: «اللهم أنقذ صندوق الفقر من أجل الفقراء الذين يركعون ويسجدون لك يومياً على تراب هذا الوطن .. اللهم آمين».

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي