حارسات الأمن السعوديات
القراء الأعزاء كل عام وأنتم بخير، حديثي اليوم عن فئة وظيفية جديدة ظهرت في مجتمعنا في السنوات الأخيرة وهن حارسات الأمن السعوديات اللواتي يعملن في المجمعات التجارية والأسواق النسائية والفروع النسائية بالبنوك، والمدن الترفيهية، وحفلات الزواج والمهرجانات النسائية وبعض منشآت القطاعين العام والخاص .. إلخ، وتنشط الحاجة إلى هذه الفئة كثيراً في شهر رمضان الشهر الكريم في المجمعات التجارية والأسواق التي تشهد إقبالا كبيراً من المتسوقات، حيث زادت في العادة داخل المجمعات التجارية عن الأعوام السابقة لأن القطاع التعليمي ما دون الجامعي والجامعي بطلابه وطالباته ومعلميه لا يزالون يتمتعون بإجازتهم الصيفية. ومن خلال معرفتي الشخصية ألخص فيما يلي بعضا من مهام حارسات الأمن وهي: الفصل بين المتشاجرات، وحماية المتشاجرات من التعرض للضرب والأذى، كشف حالات السرقة التي تتعرض لها المحال التجارية، المساهمة في تقديم الدعم للحالات الصحية الحرجة مثل الإسعافات الأولية في حالات الإغماء، وإطفاء الحريق، والإخلاء السريع في حالات الطوارئ، والكشف عن الهواتف المحمولة التي تحمل كاميرات لدى المدعوات في الحفلات والمناسبات والمهرجانات والأسواق، ومراقبة دخول المدعوات في المناسبات .. إلخ.
الحقيقة التي يجب أن نعرفها جميعا أن هناك ارتفاعا في عدد حارسات الأمن السعوديات من حاملات الشهادات الجامعية والثانوية العامة، ومن مصلحتنا جميعنا عدم إهدار الوقت في تحليل الظروف الشخصية والاجتماعية والاقتصادية التي جذبتهن لهذه الوظيفة، لأنها أولا وقبل كل شيء مهنة كغيرها من المهن، لكن لنبحث سوياً عن المترتبات الإيجابية على دخول حارسات الأمن السعوديات سوق العمل، وذلك على المستوى الفردي والمؤسسي والمجتمعي، فبالنسبة لحارسة يحقق لها العمل في هذه المهنة فرصة للاعتماد على الذات مادياً، عملاً بمبدأ ''صنعة في اليد أمان من الفقر''، فضلاً عما يحققه لها العمل من فرصة لاستثمار قدراتها الجسدية وصفاتها الشخصية مثل: الجرأة والذكاء وسرعة البديهة وقوة الملاحظة، وحسن التصرف في التعامل مع السيدات. وفي هذا الصدد يقول السيد ديفيد أوجليفي'' العمل لا يقتل الإنسان، يموت الناس من الملل والضغوط النفسية والأمراض، كلما عمل الناس أكثر، شعروا بالسعادة وتمتعوا بالصحة''، أما المؤسسات التي توظف حارسات الأمن السعوديات فهي الرابح الأكبر، إذ يحقق التحاق السعوديات بالعمل لديها الفرصة لتقديم خدمة للمجتمع تدر عليها مبالغ مالية لا يستهان بها، فضلاً عن توفير التكلفة المادية العالية المترتبة على استقدام حارسات أمن من الخارج، غير ملمات بعادات وتقاليد وخصائص المجتمع السعودي. وحتى تستمر حارسات الأمن السعوديات في القيام بواجباتهن الأمنية نحونا أقترح ما يلي:
* المبادرة بالتبسم في وجوههن وإلقاء السلام عليهن، وتقديم عبارات التشجيع والثناء، وعدم التعليق على عملهن بعبارات تحمل السخرية والاستهزاء. مثل :حرمة مسترجلة، أو عشنا وشفنا سعوديات حارسات!!! أو رشقهن بنظرات استغراب أو شفقة تسبب لهن الأذى النفسي.
* على مؤسسات القطاع الخاص التي تقوم بتوظيف حارسات أمن سعوديات تحسين أوضاع هذه الفئة الوظيفية بمنحها مزيدا من الحوافز المادية والمعنوية والاجتماعية: مثل زيادة الرواتب، وتوفير برامج التأمين الطبي، وتقليل عدد ساعات العمل، والتسجيل في نظام التأمينات الاجتماعية. والتدريب لتطوير المهارات الوظيفية والمهارات الذاتية مثل اكتساب لغات أجنبية وإتقان مهارات الحاسب الآلي.
خاتمة: أختي حارسة الأمن السعودية: فيما مضى كانت وظيفة الحراسة الأمنية حكراً على الذكور، والآن وقد دخلت ميداناً لم يكن متاحاً للمرأة من قبل، ثقي أن مشاركتك في خدمة المجتمع لا تقل أهمية عمن يعملن في ميادين أخرى فثابري والله يرعاك، وكل عام ووطننا بخير.