العالمية واستحقاقات المستقبل
دخول جامعتين سعوديتين ضمن قائمة أفضل 300 جامعة على مستوى العالم يكشف بوضوح عن التقدم المتصاعد في المجال التعليمي وصناعة المعرفة في المملكة فحسب التقرير الذي تنشره التايمز البريطانية في أكتوبر من كل عام لتصنيف تايمز كيو إس للجامعات الأكثر تقدماً عالمياً حلت جامعة الملك سعود في المرتبة رقم 247 عالميا والأولى عربياً، بينما حلت جامعة الملك فهد في المركز 266 عالمياً والثانية عربياً.
#2#
إن احتلال جامعتين سعوديتين تلك المرتبتين المتقدمتين في تصنيف عالمي مشهود له بتوخي الدقة واعتماد المعايير العلمية والأسس المهنية في محددات الاختيار يكشف عن التقدم المتصاعد في ميادين البحث العلمي في المملكة، وما تشهده الجامعات السعودية وكل مكونات المنظومة التعليمية من تأهيل متصاعد للبنى التحتية لمصفوفة التعليم والبحث العلمي في طموح مشروع لوضع قدم راسخة تمكن المملكة من تبوؤ المكانة اللائقة في أجندة الدول الأكثر تقدماً على مستوى المعمورة.
هذا التصنيف العالمي يتطلب تقديم الشكر للقائمين على شؤون العمل التعليمي في المملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لما يوفرونه من كل الأسباب المعينة على توفير أجواء محفزة للعمل ومنشطة للهمم ومفجرة للطاقات. لكن الأمر في حصيلته النهائية يطوق أعناقنا جميعاً بتكاليف إضافية، فقد أصبح استحقاقاً يتطلب من الجميع التضافر والتعاضد للمحافظة على هذا الإنجاز أولاً واستثماره ثانياً في اكتساب دافعية لتحقيق مزيد من التقدم .
#3#
فمثل هذه الإنجازات تخلق فرصاً بما توفره من سمعة طيبة تملأ الآفاق وهو أمر من شأنه أن يعزز من قدرة جامعاتنا على الاستقطاب في مجال اجتذاب العناصر البشرية المميزة، إضافة إلى تسهيل عملية التشبيك مع الجامعات والمؤسسات العلمية الأكثر تقدماً في الفضاء العالمي .
من جملة الفوائد التي ستتحقق جراء هذا الإنجاز زيادة جرعة التنافسية بين الجامعات السعودية على المستوى المحلي، وهو تنافس شريف ومشروع من شأنه أن يرفع من سقف التوقعات وحجم الأعمال حتى يكون الجميع على أهبة الاستعداد للدخول في غمار المعترك التنافسي في محافله الدولية التي لم تعد ضرباً من الخيال كما كان الأمر في أزمان فائتة.
هذا التصنيف يؤكد صوابية الرهان السعودي على تكثيف الاستثمار في مجال التنمية وبخاصة التنمية البشرية والمجال العلمي باعتبارهما روافع رئيسة لا يمكن بحال عبور بوابة الحاضر والتقدم صوب طريق المستقبل من دون تملك ناصيتهما.