الاستثمار في الطيران

قبل ثلاث سنوات كانت الخيارات أمام المسافرين داخليا أو خارجيا من مطارات السعودية موقوفة فقط على الخطوط السعودية وبعدما تم الترخيص لشركتي «ناس» و«سما» لتقديم هذه الخدمة، وجد المواطنون والمقيمون أمامهم فرصا أكبر للحصول على مقعد، كما ثبت لهيئة الطيران المدني السعودي قدرة القطاع الخاص على الوفاء بمتطلبات هذه الخدمة، وكذلك ثبتت الجدوى الاقتصادية للاستثمار في الطيران العارض للشركتين الجديدتين، خصوصا بعد معاملتهما بالمثل في أسعار الوقود وتنظيمات أخرى.
اليوم تدخل مجال الخدمة شركة طيران جديدة هي: (الوفير للطيران) بعدما تم الترخيص لها لمزاولة النشاط للنقل في مواسم الحج والعمرة، وكذلك خدمات النقل داخل المملكة وخارجها للمسافرين منها أو إليها، ما يعني أن الاستثمار في قطاع النقل الجوي يستقطب رغبة عديد من أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين، وهو ما أكده المهندس عبد الله بن محمد نور، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، في إشارته إلى أن الفرص متاحة أمام جميع المستثمرين الراغبين في الحصول على تراخيص نقل جوي عارض، وأن الهيئة تدرس طلبات تقدم بها مستثمرون للاستثمار في النقل الجوي وأن التعامل مع هذه الطلبات يعتمد أسلوبين، الأول دراسة الجدوى الاقتصادية والثاني هو نواحي السلامة التي يجب أن تستوفى بشكل دقيق.
هذه الإضافة لسوق النقل الجوي ستشكل حافزا للمنافسة على تقديم خدمات السفر الجوي بين شركاتنا الأربع، سواء من حيث جودة وكفاءة الخدمة وانضباط مواقيتها أو من حيث الأسعار وعروض بيع التذاكر، وما يتصل بها من برامج السياحة والسفر، ما يحسب في النهاية لصالح طالب الخدمة مواطنا كان أو مقيما تماما مثلما أسفرت عنه المنافسة بين شركات الاتصال التي انعكست في خفض أقيام المكالمات وارتفاع جودة وكفاءة الخدمة نفسها.
وإذا كانت الشركات الثلاث: «ناس» و«سما» و«الوفير» شركات في القطاع الخاص مقابل «السعودية» التابعة لمؤسسة الخطوط السعودية.. المملوكة للدولة حتى الآن والمرشحة للتخصيص منذ سنوات، فلعل دخول شركة خاصة جديدة يعجل بتخصيص «السعودية» وبالتالي تحريرها من معوقات بيروقراطية الجهاز الحكومي ومن روتينية الإداري من ناحية، ويعفي الدولة من دفع تمويل سنوي هائل لاستدامة تشغيلها بنمطها السائد.. فانضمام «الخطوط السعودية» لشركات النقل الجوي الخاصة، وبما لـ «السعودية» من خبرة وتجربة وما لديها من إمكانات، سواء في فخامة الأسطول أو في نوعية القوى البشرية والتجهيزات الفنية وغيرها من امتيازات ستجعل منها واحدة من الشركات العملاقة على مستوى العالم في قطاع النقل الجوي بإدارة أهلية لها خصائص وأسلوب مختلفان تبث تميزها في القطاع الخاص.
دخول «الوفير للطيران» سوق النقل الجوي السعودي، دليل على أن هذا النوع من الاستثمار له جاذبيته وله جدواه، خصوصا أنه (كما قال رئيس هيئة الطيران المدني) ثمة طلبات عديدة مقدمة تنتظر فرصتها للترخيص لها.. والتطلع هو أن يكون كل داخل لسوق خدمة النقل الجوي في بلادنا إضافة في الجودة وليس في الشكل، فتنميتنا نوعية وليس مطلوبا لها سوى مزيد من مشاريع وخدمات وأداء نوعي.. هذا ما نأمله من نقلنا الجوي مثلما هو أملنا من كل مجال!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي