الملك عبد الله يعمل من أجل الإسلام (1 من 2)

اختيار الملك عبد الله بن عبد العزيز من قبل مجلة ''فوربس'' الشهيرة بأن يكون - حفظه الله - ضمن قائمة الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم، لم يكن لمجرد التنويع وحصص القارات والدول، إنما للدور الفاعل الذي يؤديه الآن الملك عبد الله (لإصلاح) العالم بعد أكبر هزتين كادتا تؤديان إلى كوارث الأولى، هزة الحروب على الإرهاب وانعكاساتها على المجتمعات الإسلامية والثانية، هزة الاقتصاد التي أطاحت بخزائن الشركات والمؤسسات وميزانيات الدول وانعكاساتها مباشرة على المجتمعات الفقيرة التي أدت إلى الركود الاقتصادي والكساد في مبيعات السلع الاستراتيجية, لذا تحرك الملك عبد الله ومنذ الضربة الأولى لبرجي المال والاقتصاد الأمريكيين عام 2001م على أكثر من محور وهي:
المحور الأول: تحرك الملك عبد الله لامتصاص الحملة السياسية والإعلامية العنيفة التي وجهت للعالم الإسلامي بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، حيث تحولت دول العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية إلى طرف في الأحداث، إما أنها منفذة أو شاركت أو مولت أو متعاطفة وانطلقت استراتيجية الحرب في هذا الاتجاه الذي وضع العالم الإسلامي في قفص الاتهام. وقد بذل الملك عبد الله مع القيادات الإسلامية السياسية والدينية جهوداً في تصحيح هذه المغالطات التي وقعت فيها أمريكا وأوروبا ليكتشف الغرب فيما بعد أننا نحن في السعودية ضحية لهذا الفكر والأيديولوجيا ومخططات منظمة القاعدة في أفغانستان والجماعات الإسلامية المتشددة في عديد من الدول.. تحرك الملك عبد الله في جولات مكوكية واتصالات مكثفة لتجنيب الإسلام كدين والدول والشعوب الإسلامية هذا الاتهام وتطويق دائرة الحرب لجعلها في أقل نطاق، حيث تحددت في أفغانستان والعراق ولولا إرادة الله وتحركات الملك عبد الله لشملت دولاً في الوطن العربي والعالم الإسلامي وراح ضحيتها شعوب أبرياء.
المحور الثاني: سعى الملك عبد الله للتعريف بالدين الإسلامي كدين يدعو إلى التسامح والتصالح وإصلاح دواخل الناس للعيش في سلام بدأت بالزيارات السياسية للعواصم الأوروبية ومن أهمها الزيارة التاريخية للفاتيكان والالتقاء بالبابا ثم توج ذلك بتبني الملك حوار الحضارات من أجل لفت أنظار العالم إلى أن الدين الإسلامي دين حضاري ينبذ العنف والقتل ويقيم وزناً وقيمة للتعايش السلمي.
المحور الثالث: هو دور الملك عبد الله في التعاون مع دول العالم المؤثرة اقتصاديا من أجل تخفيف ضربات الخسائر الاقتصادية والمالية التي تعرض لها العالم وهذا عجل بدخول السعودية في اجتماعات قمة العشرين الاقتصادية لحل وتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية فكان للسعودية الدور الكبير مع الدول الاقتصادية العالمية لحفظ التوازن الاقتصادي حتى لا يحدث انهيار آخر كبير ينهار معه الاقتصاد الدولي ويدخل العالم في فوضى مالية تؤدي إلى عدم استقرار الدول.
إذن كان الملك عبد الله فاعلاً في حدثين مهمين هما امتصاص نقمة أمريكا والغرب بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) التي كادت تكون حرباً تشنها أمريكا والغرب على العالم الإسلامي دون استثناء.. أما الحرب المماثلة للحملة العسكرية فهي حرب الاقتصاد عندما انهارت مراكز مالية عالمية كادت أن تطيح بدول ومراكز مالية وتدخل العالم في فوضى مالية. وهذا بالضبط الذي استوعبه الغرب من الأزمة العسكرية (الإرهاب) والأزمة الاقتصادية (الانهيار) .. حيث بدا الغرب يفرق ما بين الدول المعتدلة وبين الإرهابيين والجماعات المتشددة وبدا الغرب أيضاً يكتشف أهمية وحجم شخصية إسلامية وعربية مثل الملك عبد الله الذي كان له دور كبير في إعادة العقل والانضباط والتبصر والحكمة للسياسات العالمية وتحديداً أمريكا وبريطانيا تعاملاتها بعد عدوان 11 أيلول (سبتمبر) وأيضاً بعد الانهيار المالي والاقتصادي لمراكز المال الأمريكية حين كان العالم يعيش أجواء حرب عالمية عسكرية واقتصادية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي