الملك عبد الله يعمل من أجل الإسلام (2 من 2)
كنت قد أشرت في المقال السابق إلى أن الدوائر الاستراتيجية والسياسية والإعلامية لتوها تستيقظ وتكتشف وتتعرف على الدور الكبير الذي أداه الملك عبد الله منذ دخول العالم في أزمته الأولى وهي هجمات 11 أيلول (سبتمبر) وما تلا ذلك من حملات سياسية وإعلامية على المملكة والعالم الإسلامي، حيث زُج بالدين الإسلامي والمسلمين إلى قفص الاتهام بصفته المحرض والمحرضين على هجمات أمريكا وأوروبا.
مجلة ''فوربس'' التي ضمت الملك عبد الله إلى قائمة الشخصيات الأكثر نفوذا في العالم تنبهت إلى أن هناك شخصيات من خارج أمريكا الشمالية وأوروبا كان لهم دور قيادي وبارز في استقرار العالم، والملك عبد الله بذل جهوداً كبيرة لاستقرار العالم سياسياً وعسكرياً واقتصادياً فالجولات والاتصالات المستمرة مع أمريكا وأوروبا والعمل السياسي الدؤوب أدى إلى خفض حدة التوتر بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، والتعاون مع العالم دبلوماسياً وسياسياً أدى أيضاً إلى دحر الإرهاب.
وزيارة الملك إلى الفاتيكان وتبنيه ـ حفظه الله ـ حوار أتباع الأديان أسفرت عن تصحيح النظرة تجاه الإسلام والشعوب الإسلامية وعن بلادنا خاصة.
كما أن للملك عبد الله دورا في حل النزاعات الدولية وأبرزها القضية الفلسطينية، حيث تبنى مشروع السلام العربي بين الفلسطينيين وإسرائيل والذي ما زال على طاولة البحث والقضية الفلسطينية هي أيضاً أهم عوامل الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي البعد الإنساني يدرك العالم أن الملك عبد الله تبنى مشروعاً إنسانياً هو فصل التوائم كونه عملاً إنسانياً لوجه الله، وقد فتح معه الآمال في تطوير الجراحات الطبية نتيجة العمليات المعقدة ولفت أنظار العالم إلى السعودية التي سلط الإعلام العالمي عليها أضواءه واتهمت ضمن دول عدة كونها ترعى الإسلام في العالم قبل أن تتكشف الحقائق ويتضح أننا ضحايا الإرهاب.
الملك عبد الله وخلال عقد من الزمان دفع بالمملكة والعالم الإسلامي إلى مركز سياسي متقدم أجبرت العالم الغربي على إعادة قراءة المنطقة العربية والشعوب الإسلامية من جديد، وأن هذه الدول في الشرق الأوسط لديها إمكانات تسهم في خفض التوتر في العالم وتعمل على الاستقرار، وأن التعاون مع دول وقيادات وشخصيات سياسية نافذة مثل الملك عبد الله قد يعجل باندماج المصالح المشتركة، ويساعد في جعل العالم يكون أكثر تسامحاً بدلاً من تناصب العداء والتحريض على الحرب.
الملك عبد الله يمنح الشهادات والجوائز للآخرين ولا يحتاج من أي جهة علمية الاعتراف أو المكافأة، لكن أهمية تقييم مجلة ''فوربس'' يوضح ويبين أن العالم استيقظ على حقائق جديدة بعد أن انزاحت سحابة حرب الإرهاب عن العالم وتوضحت الصورة للعالم، وتعرف العالم على الشخصيات القيادية الحقيقية مثل الملك عبد الله الذي تصدى ووقف بصلابة لتجنيب بلاده ومصالح بلاده تلك الحرب العسكرية والاقتصادية، وأن الملك عبد الله كشف المغالطات، حيث كان العالم بلا عقل وأصوات وطبول الحرب تقرع على حدود بلادنا وأوطان العالم الإسلامي.