الملك عبد الله عمل من أجل الجامعات

اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن الشخصيات المؤثرة في العالم, جاء نتيجة الدور الذي يؤديه الملك عبد الله في الساحة الدولية: محاربة الإرهاب، حوار أتباع الأديان، والمشاركة في الاستقرار الاقتصادي العالمي, لكن هناك أعمال قام بها الملك عبد الله تعد أعمالا محلية لكن تأثيرها كان دولياً, ومن تلك فتح باب الابتعاث للطلاب السعوديين لتلقي العلم في دول العالم، حيث تجاوز الرقم 70 ألف طالب وطالبة جميعهم انتشروا في شتى دول العالم عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.. هؤلاء الطلاب والطالبات تركزوا في الولايات المتحدة، بريطانيا، كندا، فرنسا، وأستراليا، وهي خطوة محلية لتطوير الدخل لها أبعاد عديدة, كان من أبرزها تلقي العلوم الغربية المتقدمة في جامعات عريقة, والتعرف على ثقافة مختلفة عن ثقافتنا العربية والإسلامية من حيث التقنية وأنماط العيش وأسلوب الحياة. لكن ابتعاث 70 ألف طالب وطالبة في تخصصات وفي درجات علمية مختلفة, لم يكن لمجرد تغذية الجامعات بأعضاء هيئة تدريس وسد احتياجات الوزارات، وإن كانت تلك من الأهداف إنما البعد الذي خطط له الملك عبد الله بعد العوائد النفطية التي حصلت عليها المملكة, هو توظيف تلك الأموال في استثمار الإنسان السعودي وتطويره وجعله يملك أدوات حديثة في تعاطيه مع الحياة.. استثمار الإنسان بصفته المحور الأساسي في تطوير البلاد علمياً واقتصادياً وإدارياً.
الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي استفاد من توجهات الملك وحوّل تلك التطلعات إلى حقيقة رقمية, وأيضاً الدكتور علي العطية نائب الوزير, الذي تبنى ونفذ المشروع في أسرع وقت ممكن لأنه يسابق الزمن, فباشر التنفيذ دون تأخير أو تردد، وهذا هو الفارق الإداري الذي تعاملت معه وزارة التعليم العالي واستثمرت كل المعطيات والفرص التي أتيحت لها, وحققت توجهات مليك البلاد بابتعاث 70 ألف طالب وبناء مدن جامعية وافتتاح مزيد من الجامعات حتى وصلت إلى 31 جامعة، وفي المقابل بقيت بعض قطاعات الدولة دون حراك يمر أمامها قطار الفرص والمشاريع دون استفادة أو استثمار.. والمتابع للسنوات الخمس الأخيرة أو منذ بداية العوائد النفطية, يلاحظ أن وزارة التعليم العالي هي المستفيد الأكبر من حصة العوائد وكأنها - أي وزارة التعليم العالي - هي الجهة الوحيدة التي استثمرت عوائد النفط.
هذا لا يعني أن قطاعات الدولة الأخرى توقفت أو لم تستفد من الانتعاش الاقتصادي, لكن إدارتها لم تلتقط المؤشرات باكراً وأطالت في التخطيط الاستراتيجي والبيروقراطية غير المنجزة, في حين أن وزارة التعليم العالي كانت جاهزة وسريعة وأدارت تلك التوجهات الكريمة لتحولها إلى حقيقة من ابتعاث وافتتاح جامعات وبناء مدن جامعية.. هذه الخطط والمشاريع الجامعية التي نفذت خلال الخمس سنوات الماضية هي مع أطروحات ومشاريع تبنّاها الملك عبد الله ونفذها على أرض الواقع جعلته شخصية عالمية تلفت أنظار العالم إليه.. المبتعثون الذين أخذوا مقاعدهم في أعرق الجامعات الأوروبية والأمريكية كانوا رسل المملكة إلى العالم ورسائل للآخرين، إننا نحب الآخر, وإن ديننا دين الوسطية والاعتدال, وإننا لسنا في كهف معزول وشعب غارق في الخرافة والتخلف, بل نحن مجتمع ينتمي إلى وطن عظيم في أرضه وقيادته وله سجل في الحضارة المدنية، لذا جاء تقدير العالم لنا عندما قرر الملك أن نكون رقماً في الجامعات العالمية وصوتا في المحافل الدولية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي