قاعدة عسكرية في جازان
أعلن الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران أثناء وجوده بقرب القوات السعودية في الحدود الجنوبية للمملكة، أن النية تتجه إلى إقامة مدينة عسكرية في جازان. وهذا يعني أن هناك توجها إلى إعادة هيكلة الاستيطان على حدودنا الجنوبية .. وهو ما كانت تحتاج إليه بلادنا لحمايتها من تزايد حالات التسلل التي بدأت بدواع اجتماعية للبحث عن فرص عمل في السعودية، ومن ثم تطورت إلى أن تحولت الحدود اليمنية مصدراً لتهريب وبيع الأسلحة والمخدرات ضمن مخططات وشبكات عالمية جعلت من سواحل البحر الأحمر وبحر العرب اليمنية وعبر ربطهما بالمحيط الأطلسي والمحيط الهندي وقاعدتها المياه الصومالية، حولتها تلك المنظمات الدولية إلى مسار لتجارتها الدولية نتيجة الاضطرابات المستمرة في القرن الإفريقي والانفلات الأمني والسياسي في الصومال. أما التطور الأخطر فهو دخول منظمة القاعدة على خط بحر العرب والبحر الأحمر، حيث أوجدت لنفسها ممراً مائياً من المحيط الهندي مروراً ببحر العرب وحتى شواطئ اليمن، وأيضاً وجدت مجتمعاً لديه تعبئة نفسية ومذهبية وأحقاد تاريخية هو الجماعة الحوثية في صعدة، حيث استفادت من الحدود المتاخمة والمتلاحمة مع بلادنا في تضاريسها الوعرة جبال: الدخان والدود والرميح وربما مستقبلاً رمال الربع الخالي. إذا استمر النزاع مع الحوثيين والمتسللين في القطاع الرملي في جنوب اليمن.
وجود مدينة عسكرية في جازان هو ضمانة واطمئنان ـ بإذن الله - مع منشآت عسكرية أخرى لتعيد تأهيل خط الحدود السعودية - اليمنية، التي تحتاج إلى مناطق وحزام أمني بعرض حدودي مناسب أمنياً في كلا الطرفين تحدده الجهات العسكرية والأمنية لمراقبة الحدود من التسلل والتهريب وملاجئ القاعدة التي بدأت تهدد الاستقرار في اليمن الواقعة على ممرات منظمة القاعدة في البحر الأحمر والقرن الإفريقي والمحيط الهندي.
لذا لا بد من التفكير في إيجاد استيطان بديل للقرى السعودية على طول الحدود مع اليمن وإعادة النظر في التفاهمات الاجتماعية غير المكتوبة بين تلك المجتمعات الواقعة على حد خط الحدود والتفاهمات القبلية التي تنظم حركات السكان بين الحدود وهي تفاهمات ضمنية في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية على جانبي الحدود، وكانت تراها تلك المجتمعات أفقا للمراعي والتواصل الاجتماعي.. وفي الحقيقة هناك عديد من الدول حرصت على إعادة النظر في تلك الأعراف والتفاهمات الضمنية على الحدود لما لها من خطورة وتبعية مستقبلية، حيث أوجدت معظم الدول منافذ حدودية رسمية مفتوحة تسمح بالتواصل الاجتماعي والتبادل التجاري وتمنع نشاطات الجماعات العسكرية المناوئة وتجارة الأسلحة وأعمال التخريب.. ندعو الله أن يبطل ويجهض أصحاب الفتنة على حدودنا لتعود أنماط الحياة الاجتماعية هادئة ويعاد تنظيم الاستيطان وحركة القبائل على طرفي الحدود.