لولوة الفيصل
الأجيال الجديدة بعضهم لا يعرف كثيرًا عن دور الملكة عفّتْ في تعليم المرأة وماضيها وشبكة الخدمات الاجتماعية والتعليمية والإنمائية. قبل أسبوعين في قاعة عفّت للحفل السنوي، كنا مع موعد مع صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل، وهي ترعى الاحتفالَ الثاني لجائزة «الملكة عفت للطالبة المثالية»، ويعود مسمى الجائزة إلى اسمها المطلق عليها تيمنًا باسم رائدة التعليم النسائي في المملكة الملكة عفت الثنيان آل سعود - طيب الله ثراها - وهي جائزة تقديرية ذات قيمة أدبية ومعنوية كبيرة؛ لأنها تُصور مدى اهتمام مجلس الأمناء الموقّر بطالبات الجامعة وحرصهم الشديد على الوقوف بجانبهنّ وتأمين رغباتِهنّ واحتياجاتِهنّ.
عادت بي الذاكرة فجأة عندما كنت طالبة أزور مدارس دار الحنان لحفلها السنوي، واليوم أجد النظرة نفسها وخطوات الثقة بالنفس ذاتها انتقلت من الأم إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل التي احتضنت جامعة عفت فكرةً، وأنْبتَتها فلسفة، وأخرجتها مشروعًا إنسانيا وحضاريا، وقد بذلت سموها كثيرًا كي تكون الجامعة عملاقة معنى ورمزًا وتنفيذًا.
فكرةُ هذه الجائزة عذبةُ المعنى كصاحبتها؛ لأنها نبعتْ من قلبٍ عذبِ المقاصد مشحونة بحب بنات الوطن، ولا شيء سواه، فقد أرادت صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بهذه الجائزة أن توقظ وعيَ الناس لطلب العلم للمرأة، وتنبه المشكِّك في قدرتها على الإنجاز لتسمعهم ما يلي:
انظروا إلى بناتنا وإنجازاتهن؛ لتجدوا ما يسر العين فرحًا، ويبهج القلب ثقةً، ويثلج الفؤاد تفاؤلاً.
فقد سُنّتْ جائزة «الملكة عفت للطالبة المثالية» لتقول للمحسنِ: أحسَنْتَ، ولتزيد المتفائل بقدرات بناتنا تفاؤلاً. وقد جاءت هذه الجائزة ؛كي تكرِّس في أفئدتنا المثابرة على تكريم الإنسان. هناك مَنْ يعمل في صمت إلى حد الإبداع لتسيير تعليم المرأة ودعمها.
نعم، ما دام بيننا مَنْ يعمل للوطن وأهله في مجتمع ينشد الخير، ويحضُّ عليه، ويعملُ من أجله.