ترشيد الابتعاث ليس حلاً
حديث الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح نائب رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي في مجلس الشورى عن ترشيد الابتعاث الخارجي لخريجي الثانوية العامة الذي اقترحه المجلس، يعتقد الدكتور أحمد أنه قرار صائب.. وهذا أمر قد لا أتفق فيه مع ما اتجه إليه مجلس الشورى، وأمر يحتاج إلى أن تعيد وزارة التعليم العالي النظر فيه، فالمبررات التي ذكرها مجلس الشورى: من خلال قصر الابتعاث على حاملي البكالوريوس ونحو 15 في المائة فقط لخريجي الثانوية في التخصصات الطبية.. وأن المجلس طالب بذلك لأسباب منها التوسع الذي شهده التعليم العالي بافتتاح جامعات جديدة استوعبت 90 في المائة من خريجي الثانوية العامة. إلى جانب الصعوبات التي واجهها المبتعثون مثل اللغة الإنجليزية والفجوة بين مخرجات التعليم العام وبعض متطلبات التعليم العالي في بعض الدول خصوصا في العلوم والرياضيات.. وصغر سن المبتعثين من خريجي الثانوية. والتأقلم مع الأوضاع الاجتماعية والثقافية والقانونية. (انتهى جريدة ''الرياض'' أمس الأول). هذه المبررات من مجلس الشورى ليست مقنعة وليست كافية لإيقاف أو الترشيد لأن المبررات السابقة وهي: صعوبات اللغة الإنجليزية وفجوة مخرجات التعليم العام وخصوصا الرياضيات هي المشكلات نفسها التي سيعانيها طالب الدراسات العليا نتيجة فجوة مخرجات التعليم العالي.. أما التأقلم مع الأوضاع الاجتماعية والثقافية والقانونية فهي لصالح خريجي الثانوية لأن خريج الثانوية لديه سرعة أكثر في التأقلم واستجابة للتغير الثقافي والفهم القانوني من طالب الدراسات العليا الذي عادة يأتي بأسرته ومسؤولياته العائلية والوظيفية.. أم صغر سن المبتعث فهو يحسب لصالح الخريج لأن التعليم في سن مبكرة يعطي نتائج إيجابية في الاستيعاب والاندماج والإبداع.. فدول العالم تحرص أن ترسل أبناءها في سن مبكرة بعد المرحلة الثانوية إلى أوروبا وأمريكا ليتشكل علميا في تلك الجامعات وينضج تعليميا وثقافيا وحضاريا وبشكل دقيق في مجال التخصص العلمي الذي يخضع إلى محاضرات يومية لمدة تزيد على خمس سنوات يكون فيها الطالب لصيقاً الأساتذة وعلماء هذا المجال. ونحن جزء من هذا العالم الذي يفكر بطريقة علمية لإيجاد جيل متعلم بشكل أكاديمي وبجامعات عالمية لها السبق في التفوق والإبداع ولها سجل تاريخي طويل في تعليم الطلاب وإعطائهم المادة العلمية. والذي يراقب الطلاب المبتعثين في سن عمرية صغيرة إلى أمريكا وأوروبا من دول: الصين واليابان والهند وكوريا ومن الدول التي استقلت عن الاتحاد السوفياتي يدرك وعي وعمق التفكير لدى تلك الدول في حصول أبنائها على العلوم من منابعها وفي سن يستطيع الاستيعاب وإدراك تلك العلوم وفلسفتها.. كما أن هناك عديدا في بلادنا ممن تفوقوا ونجحوا في أعمالهم، حيث تلقوا تعليمهم الجامعي في أوروبا وأمريكا، وفي مجلس الشورى بالذات هناك عديد من الأعضاء الذين حصلوا على شهادة البكالوريوس من جامعات غربية.