لا ورد بعد اليوم

سن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، سنة حسنة في زياراته التفقدية للمحافظات التابعة لمنطقة مكة المكرمة، وهي: إلغاء اللافتات الترحيبية.
هذا الفكر النيّر هو الذي أهّلني لتبنّي تساؤل هادف: لماذا لا نلغي الورد في المناسبات الرسمية؟! فأنا أعيش التجربة، وأتنفسها، وأشربها كل مناسبة، ولا أحتاج بالتالي إلى بنود وأرقام، فأجمع وأطرح وأقسِم؛ لأخرج بنسبة مئوية توضح قيمة الورد وثمنه في تلك المناسبات، وأين يذهب ؟ وما مصيره؟! وربما سيرفع بعض الناس حواجبهم ، تعجبًا من حروفي ، وتسخيفا لهذا المقترح ، ومن ثَم سيطالبونني بالالتفات إلى الأمور الأكثر أهمية؛ لأنهم يرون أنني أحجب البهجة والفرحة عن المناسبات. وإن الباحث عن أمثلة لسقطات هذا المقترح سيجدها كثيرة، ورويدا رويدا سيبتعد عن المعنى الأهم له، وهو المحرك الأساسي في تطوير الوعي.
من سيتعجب سيكون له كل الحق ، ولنا الحق - أيضا - في تفنيده .
وإن العمل يبدأ من صغائر الأمور، فالخطوط الجوية الأمريكية (أميركان أيرلاينز) في عام 1987 وفرت زيتونة واحدة من كل صحن سلطة يقدم لركاب الدرجة الأولى فحققت وفرا قدره 40 ألف دولار في عام واحد!
أفلا يستحق هذا الرقم بتقليل النفقات الذاهبة في الهواء والعراء أن نسن السنن الحسنة على ظهر الأرض؟!
نعم، لنلغِ طباعة البطاقات الفاخرة في مناسباتنا، بل لنجعلها إلكترونية.
لنلغ باقات الورد صغيرها وكبيرها ، ونتعلم أن تكون طاولات الاجتماعات واللقاءات والمنتديات عملية وتطبيقية بدل أن تكون مزيّنة بالورد ؛ لأن طقسنا الصحراوي الزراعي لا يسعفنا لزراعتها، وعمرها قصير، ووقع صداها ضئيل.
الورد يحتاج إلى ماء.. ولتر الماء في بلادي أغلى من لتر البترول.
لنختصر مظاهر البذخ وحرق البخور، ونجعل المسؤول يشم رائحة المكان، فلا خوف عليه أن يلتقط رائحة غير محببة.
هذا لا يعني أن تبقى عظائم الأمور على حالها والمصروفات الكبيرة التي تقاس بالملايين على حالها، ولكن التوفير الصغير من الممكن أن يتحقق بمبادرات شخصية وقيادية لا تحتاج إلى قوانين ورغبات، والأهم استثمار هذا الوفر - على صغره - أيا كان. ولننظر بعد ذلك إلى الوفر الممكن تحقيقه من هذه البنود.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي