خطة جديدة لمشروع تطوير وسط جدة .. والبدء في التنفيذ نهاية 2010
كشفت شركة تطوير وسط المدن منفذة مشروع تطوير وسط مدينة جدة السعودية، الذي تتجاوز تكلفته وقيم مساهمات الملاك فيه 30 مليار ريال، أن هناك خطة جديدة تعتزم تطبيقها لتنفيذ المشروع قريباً، وذلك بعد الحصول على موافقة بقية الشركاء الرئيسيين في المشروع.
وذكر لـ «الاقتصادية» الدكتور غسان السليمان رئيس مجلس إدارة شركة تطوير وسط المدن «إن لدى الشركة خطة جديدة تتماشى مع الأوضاع الحالية وتؤمن لنا التمويل اللازم للمشروع في الوقت الراهن، حيث إن الرؤية الجديدة تعتمد على تقسيم المشروع إلى عدة مراحل بحيث أصبحت هناك مرحلية في التنفيذ، وعدة مشاريع عوضاً عن مشروع واحد وعبر آليات تمويل مختلفة عن السابق».
واعترف رئيس مجلس إدارة شركة تطوير وسط المدن بأن تأثيرات الأزمة المالية العالمية التي أحدثتها في الأسواق والقطاع الائتماني على وجه التحديد في الفترة الماضية، كان من أهم التحديات التي واجهها القائمون على المشروع، مضيفا أن الأزمة العالمية أدت إلى شح كبير في التمويل الائتماني من قبل البنوك والمؤسسات المالية سواء على المستوى الداخلي أو الدولي، وهو الأمر الذي أثر في عديد من المشاريع العقارية في المنطقة، وربما اضطر كثير من القائمين على هذه المشاريع إلى تعديل خططهم بناء على معطيات الوضع الراهن».
وأوضح السليمان أن محادثات مكثفة تجري هذه الأيام مع الشركاء في المشروع وعلى رأسهم شركة جدة للتطوير التي تمثل الذراع الاستثمارية لأمانة جدة بغرض الاتفاق على المقترحات الجديدة، متوقعاً أن يبدأ العمل في المشروع بنهاية 2010. وفيما يتعلق بمسألة التمويل وطريقة معالجة هذه الإشكالية في الخطة الجديدة، قال السليمان «سوف نحاول الحصول على التمويل بشتى الطرق داخلياً، وخارجياً بطريقة مختلفة تماماً عن السابق ولا يمكنني الإدلاء بمزيد من التفاصيل في هذا الشأن في الوقت الحالي».
#2#
وتتضمن الأهداف الاستراتيجية للمشروع التنظيف الجذري للبحيرات المحيطة بالمنطقة, ومعالجة الأراضي البيضاء لرفع معامل البناء إلى الضعف ليتناسب مع الاستثمارات وبما يحقق أكبر جدوى اقتصادية ولجذب وانتقاء الاستثمارات.
ويواجه المشروع عددا من التحديات التي تتمثل في تلوث المسطحات المائية وفي انتشار الأراضي البيضاء التي تصل إلى 40 في المائة من منطقة وسط جدة وهي ظاهرة نادرة الحدوث في مناطق وسط المدن, وتدهور البيئة العمرانية لجدة التاريخية والأحياء العشوائية التي جعلت منها بيئة قابلة للمقيمين المتخلفين.
ويقوم المشروع بشراكة استراتيجية بين أمانة جدة، والهيئة العليا للسياحة والآثار، مع الشركة المنفذة لمشروع تطوير وسط جدة، شركة تطوير وسط المدن، التي تضم كلاً من شركة التطوير العمراني المحدودة السعودية، وشركة سوليدير إنترناشيونال المحدودة المسجلة في مركز دبي العالمي، ومنبثقة من شركة سوليدير بيروت، وشركة سراج كابيتال السعودية، والشركة التجارية العقارية، من الكويت، وبنك فينتشر كابيتال من مملكة البحرين.
وأعلنت شركة تطوير وسط المدن في وقت سابق أن مشاركة ملاّك العقارات الواقعة في وسط جدة في المشروع اختيارية وليست إجبارية، وذلك بالأصول المملوكة التي سوف يتم تقييمها فيما بعد ويصبح الملاّك شركاء في الشركة المطورة. وتسعى الشركة إلى إعادة النبض إلى قلب جدة من جديد من خلال مخطط تطويري يتلاقى مع تطلعات القيادة الحكيمة ورؤيتهم المستقبلية للمدينة، كما أن الرؤية الموضوعة لمنطقة وسط جدة هي أن يكون قلباً حيوياً يحتوي على الاستخدامات المتلائمة المنتجة القادرة على توفير قيمة مضافة إلى مستوى معيشة مختلف سكان محافظة جدة بمستوى عالمي يستلهم مفرداته من تراثها الأصيل وتنوعها الثقافي.
وسيتم تحقيق هذه الرؤية بالتخطيط السليم المتكامل ورفع المستوى البيئي للمنطقة والمحافظة على المنطقة التاريخية وتطويرها بشكل مناسب للأجيال، الأمر الذي سيؤدي إلى جذب منظومة من المشاريع الاقتصادية المتكاملة وتوفير فرص عمل ذات قيمة مضافة.