يكفي أفقي
البناء في مدينة الرياض كما يعلم الجميع يتخذ المنحى الأفقي للتوسع وكان هذا الأمر مستساغاً فيما مضى أما الآن وبعد الارتفاعات المهولة في أسعار الأراضي وشح الأراضي السكنية داخل النطاق العمراني نرى أن من المقبول بل ومن المطلوب البدء بالتوجه نحو البناء العمودي وذلك لعدة أسباب سنوجزها ضمن المقال.
فإذا افترضنا السماح بتعدد أدوار الفلل السكنية حتى أربعة أدوار بحيث يستوعب الدور الواحد أربع عوائل بالتالي المحصلة الحسابية لدينا تكون 16 أسرة في موقع واحد مما يسهم بشكل كبير في الحد من أزمة السكن والسكان وأزمة البحث عن مواقع سكنية جديدة خاصة وإذا علمنا أن احتياج الرياض للوحدات السكنية يناهز 160 ألف وحدة سكنية.
فلو أخذنا تجربة إمارة الشارقة في الإمارات الشقيقة أنموذجاً, نرى التوجه نحو الأبراج السكنية المتكاملة وهي عبارة عن مشاريع سكنية شاهقة الارتفاع تستخدم الأقبية فيها كمواقف لسكان المبنى مما يحد من زحمة وقوف السيارات في الشوارع ويخفف من عبء البحث عن موقف حتى وإن كان أحد جيرانك وزارة تغص بالمراجعين أما الدور الأرضي فنراه يحوي سوبرماركت متكاملا ومخبزا وصيدلية وفي بعض الأحيان مركزا طبيا كل تلك الأمور تجعل احتياجات الساكن في متناول يديه بل حتى إنها تخفف من ازدحام الشوارع للبحث عن الأساسيات أو حتى الكماليات.
كذلك نرى أن تلك المشاريع جيدة على صعيد التواصل الاجتماعي حيث بالإمكان أن ترى جارك بالمصعد أو على السلم أو حتى على باب الشقة ويتم تبادل السلام والأحاديث الودية.
بالتأكيد المشاريع آنفة الذكر لا تخلو من العيوب ولكن إذا نظرنا إلى إيجابياتها نجد أنها أكثر مقارنة بالسلبيات.
من عيوب تلك المشاريع هو قرب الشقق من بعضها البعض لدرجة كبيرة تستطيع من خلالها سماع أصوات جيرانك حتى في وجود بعض أنواع عوازل الصوت.
بالنسبة لنا وصلنا لمرحلة من النضج الفكري تتيح لنا تقبل السكن في مثل تلك المشاريع حتى وإن كانت لا تتماشى مع توجهات وتطلعات البعض, فتملك مسكن ميسر أضحى كابوساً مزعجاً وليس حلماً فقط.
نضع هذا الاقتراح بين يدي الجهات الحكومية والتي تسهم في صنع القرارات لعل وعسى يجد الرضا والقبول وألا يبقى حبيس الأدراج.