رحلات المدينة والخلاف السعودي - المصري (2 من 2)

استكمالا لعمود الأسبوع الماضي بخصوص تعطيل الرحلات لمسار المدينة المنورة - القاهرة بسبب الخلاف في تفسير مفهوم الأجواء المفتوحة Open Sky لدى كل من هيئتي الطيران المدني المصري والسعودي. الحقيقة أن مبادرة الأجواء المفتوحة في صناعة النقل الجوي ما زالت غير محددة التشريع بدقة، إضافة إلى أنها صعبة التطبيق في الدول التي لا تزال تعتمد ما يسمى بالناقل الوطني Flag Carrier كدول الشرق الأوسط. التي لا تزال مطاراتها كيانات حكومية لا تجارية, بل ترتبط هي والناقل الوطني برباط واحد وهذا ينطبق على ما هو عليه الحال في السعودية ومصر. الخلاف السعودي ـ المصري الأخير يدل دلالة واضحة على أن هيئة الطيران المدني السعودية ونظيرتها المصرية وجهان لعملة واحدة، هي عملة الجمود والنظرة القصيرة. وهي النظرة التي تغلب مصالح أصغر على مصالح أكبر وهي المصالح الاقتصادية البينية بجميع مواردها وصناعاتها. فالأشقاء في مصر يرون أن لا مكان للخطوط الاقتصادية في مطار القاهرة الذي تتقاسم حركة السفر فيه ''مصر للطيران'' من جهة، ونظيراتها من مختلف الدول من جهة أخرى من خلال الاتفاقيات الثنائية. وكان لمطار دبي رؤية مماثلة في منع الخطوط الاقتصادية من مطار دبي، وهي كلمة حق أريد بها باطل وهي نظرة جامدة وقصيرة الرؤية هي الأخرى، فـ ''طيران الإمارات'' في باطنها لا تريد أحدا أن يزاحمها على كيكة مطار دبي خاصة بعد النجاح الكبير لـ ''طيران العربية'' القائم على سوق السفر الخاص بدبي، لا كما كانت تدعي من أن لمطار دبي معايير لا ترقى لها الخطوط الاقتصادية. وفي نهاية المطاف أجبرت دبي على إيجاد خطوط اقتصادية هي ''فلاي دبي'' بعدما عجزت عن وقف تسرب المسافرين إلى مطار الشارقة. هيئة الطيران المدني السعودي هي الأخرى تكيل بمكيالين، فبينما تريد التمكين لـ ''سما'' و''ناس'' من كيكة مطار القاهرة الدولي وتعتب على الجانب المصري في المنع، تقوم هي بتكبيل نفس الشركتين بتشريعاتها القديمة ورؤيتها القصيرة وتحرم مناطق سعودية من رحلات مباشرة بأسعار متاحة لطبقة كبيرة، بل تسببت تشريعاتها في الضرر لكثير من المرضى الذين تقطعت بهم السبل في مطارات المنطقة الشمالية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي