رسالة إلى أمي
تابعت أخبار الإنجازات الأمنية التي أطاحت بعملاء الشر، كثير منهم، شبان من أبناء بلدي في عمر الربيع، ممن ظنوا الفوز بالجنة بـما فيها من (الحور العين) يفجرون أنفسهم أينما كان بعشوائية، يخططون لشن ضربات موجعة مستهدفةً صروح التنمية، لكن أتساءل أين دور المرأة في كل تلك المحن؟ أليس لها دور كأمٍ وابنة وزوجة وأختٍ للشاب المغرر به؟
نحن بحاجة لتوعيتها وزيادة الحس الأمني لديها وتحصينها بالأسلوب العلمي لمواجهة مرض الإرهاب الذي في عقر دارنا، لكونه موجها ضد طاقات العناصر المنتجة من الشباب. وقد قامت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بدورات للتوعية موجهة للجنسين، ولكننا نحتاج إلى تضافر الجهود الإعلامية وخبرة المؤسسات التربوية في ذلك.
***
* وقد كتبت قبل حين من الزمن أندب حال حواء مع من قضوا انتحاراً، أو أودعوا غياهب السجون من أبنائنا.
***
* كتبت يومئذ أن تثقيف المرأة ضروري في محاربة عمليات الإرهاب، لأن دور التنشئة كبير وأن دور الأم عظيم في تربية الأبناء وكلامي ما برح رجعه وصداه يملأ وجداني حاضراً حتى اليوم. وقد خاطبت الأم عبر الإذاعة وقلت لها نحتاج إليك يا أماه لتحمي فلذة كبدك. نحتاج إليك يا أماه لتساعدينا وتكوني عينا ساهرة معنا.
***
* اليوم، أكرر بعضاً من خطاب الأمس قائلة:
كم كنت أاتمنى لو تعرفين يا أماه عن أبنائنا الذين يعيشون بيننا، وأن ابنك ليس معصوماً عن الزلل، وأن قلبك ووعيك في حياة الأبناء كبير، فعلاً فاعلاً! وأن بلادنا، بما جبلت عليه من حب للخير، تستحق منك يا أماه جهدا مبذولا فيجب عليك أن تعرفي ذلك الشاب معرفة جيدة ويجب ألا يبقى غامضاً مغلقاً على الفهم.
***
جندي يا أماه شبابنا ليكونوا قطرات تحيي عوداً يابساً، لا شكوكاً تدمي نحرا.
لن أعدك بأن هذا لن يتكرر في المستقبل، إنه شيء يحدث. يحدث أن يضل البشر ويقترفوا الذنوب. إنها عقول لن نستطيع فهمها، والكل يدفع الثمن، وقد دفعنا ثمن هذه الفجيعة الكبرى في أبنائنا.