بوابة العالم وطريق الحرير

أتت «طيران الإمارات» بمفاجأة كعادتها في المعارض الجوية خلال معرض برلين الدولي للطيران الأسبوع الماضي، بتوقيعها على طلب شراء 32 طائرة إضافية من نوع سوبر- جامبو Airbus A380 بقيمة 12 مليار دولار. وتزامنت هذه المفاجأة مع الوضع الاقتصادي المتعثر الذي تعيشه هذه الإمارة المثقلة بالديون. وبهذا الطلب الجديد سيصبح لدى «طيران الإمارات» 90 طائرة من هذا النوع, كأكبر مالك على مستوى العالم. وكانت «طيران الإمارات» الشهر الماضي قد أعلنت أرباحا غير مسبوقة للسنة المالية الماضية بلغت 964 مليون دولار رغم الكساد الذي تعيشه صناعة النقل الجوي العالمية. وتأتي هذه الأرباح المضاعفة، كما يقول رئيس مجلس إدارتها الشيخ أحمد بن سعيد، لزيادة أعداد المسافرين بنحو 20 في المائة على العام الماضي وسياسة تخفيض النفقات. وتخشى الناقلات الجوية الكبرى حول العالم التوسع المفرط في الطموح الذي تعيشه «طيران الإمارات» سواء حجم أسطولها أو الطاقة الاستيعابية لمطار دبي وجودته, الذي هو الآخر يتوسع سنويا وسيصل خلال السنوات الخمس المقبلة إلى التعامل مع 90 مليون مسافر في السنة.
النموذج التجاري لـ «طيران الإمارات» يعتمد على تحقق عوامل تحظى بها دون سواها من المتنافسين الكبار كـ «الخطوط البريطانية» و«لوفتهانزا» وغيرهما. ومن أهم العوامل الموقع الاستراتيجي لدبي كحلقة وصل بين قارات العالم, كما كان عليه طريق الحرير, ما يدعو إلى تسمية دبي بوابة العالم. ويجد جميع أطياف المسافرين في دبي وجهة جذب للتوقف والاستجمام والتسوق في الرحلات عابرة القارات. كما أن «طيران الإمارات» تنعم بنوعية ملكيتها التي تحقق لها علاقة الكيان الواحد مع مطار دبي الدولي وشركات الإسناد الجوي المختلفة فيه, ما يعني تسهيل جميع العمليات. بينما تعاني الشركات المنافسة تنامي القيود الحكومية على توسعة مطاراتها ومن فرض ضرائب مستحدثة كضريبة الكربون والضجيج, خاصة في دول الاتحاد الأوروبي. صحيح أن كثيرا من طلبيات الطائرات الجديدة لـ «طيران الإمارات» لن تدخل الخدمة الفعلية قبل سنوات مقبلة، إلا أن إعادة النظر في درجة الطموح التوسعي مطلب ملح لهذه الناقلة نتيجة نشوء وتوسع شركات ومطارات منافسة في الجوار، وكي لا تقع كما وقع القطاع العقاري نتيجة الإفراط في الطموح.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي