الإيمان إكسير الحياة

رمضان مناسبة إيمانية وشهر روحاني تهب علينا نسائمه كل عام لتنعش جذوة الإيمان في نفوسنا, الإيمان ذلكم الإكسير الناجع والبلسم الشافي لتقلبات الزمان ومنعطفات الحياة.
إن من نافلة القول ـــ وأظنكم تتفقون معي ــ أن المادية ألقت بظلالها على حياتنا الاجتماعية, ما حوّل الناس والمجتمع إلى قطيع من الأجساد اللاهثة وراء متطلبات الدنيا, حاديهم في ذلك بريق الحياة وسرابها تغذيه مركبات الأمل في النفس البشرية.
وعلى الرغم من الزخم الإعلامي الهادر من أفلام ومسلسلات ومقالات لتكريس المادية والعبّ من ملذات الحياة من خلال بعث الإرجاء بصور معاصرة, وعلى الرغم من الهجوم المستميت لتذويب القيم وتمييعها, على الرغم من هذا كله, إلا أننا نشهد إقبالاً على الإسلام من جنسيات شتى وعرقيات مختلفة أنهكت المادية والضلال أنفسها, فلما تراءت لها واحات الإيمان لم تطق صبراً إلا الارتماء في أحضانها والتضلع من يقينها.
وهنا نذكر مقولة عمر بن الخطاب: «لا يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية», فخلال شهري شعبان ورمضان سرنا أخبار دخول أفواج من الجاليات التي تعيش بيننا في الإسلام, والأمر اللافت للنظر أنهم من شرائح مختلفة, ففي حين يعلن الدبلوماسي الفرنسي وأستاذ الفلسفة إسلامه نسمع بإسلام إخصائي الطب الرياضي في نادي الهلال ثم هو يتحدث بكل تقدير وامتنان عن مدى تأثره بأخلاق بعض اللاعبين, ثم تُزف الأخبار لنا إسلام 1200 عامل صيني من العاملين في قطار المشاعر المقدسة, جاءوا في العمل في بناء شبكة القطار وما علموا أن هذا القطار سيحملهم إلى واحات الإيمان وربوع الإسلام.
أتت أمم التتار فأدركتها
من الإيمان عاقبة الأمان
ولعلي أنقل لكم هنا مشاعر بعض من أسلم حديثاً علّها تترجم خلجات نفوسهم وفيض وجدانهم بقيمة هذا الدين العظيم.
«أقسم بالله أني عندما لفظت كلمات الشهادة شعرت بإحساس هو الأغرب, كأن حملاً هائلاً قد انزاح لتوّه عن صدري, كنت ألهث كما لو أني أتنفس للمرة الأولى في حياتي».
شريفة كارلو ــ أمريكية اعتنقت الإسلام

«يسخر مني كثير من الناس, وكثير منهم يهددون حياتي, لكن لا شيء من ذلك يؤثر فيّ, لقد وجدت ربي الواحد الأحد, كأن جلالته رحب بي في جنةٍ فُتحت لي أبوابها, إني أتلقى الألم والفرح نعماً من الله وأعيش راضية بجلالته».
د. كاملا داس ــ كاتبة هندوسية اعتنقت الإسلام

«لقد قرأت القرآن وإني أؤمن بكل شيء ورد فيه, وإن ثابرت على القول إني يهودي متدين فسأكون من الكاذبين».
يوسف كوهين ــ يهودي اعتنق الإسلام

«عندما أقرأ القرآن أشعر في داخلي وفي أعماق نفسي بأن هذا هو الحق, إن الإيحاء الرائع للقرآن يحملني على البكاء أحياناً, إنه طريق حياةٍ كامل, وما من كتابٍ ديني آخر أثر فيّ إلى حد انهمار الدمع, إني سعيدة جداً لأني اليوم مسلمة, الإسلام هو حياتي, هو خفق قلبي, هو الدم الذي يجري في عروقي».
آمنة ــ مسلمة أمريكية حديثة

أترون بعد هذه المشاعر من مجالٍ للحديث في أهمية الإيمان, كم في حاجة ــ نحن المسلمين ــ إلى تجديد إيماننا وزيادته وتصور حقيقة الحياة والتوازن بين متطلبات القلب والجسد, وبين الدنيا والآخرة.
تقبل الله طاعاتكم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي