الأمن.. شكرا يا خادم الحرمين

كلما قررت عدم الكتابة عن القرارات التي يصدرها خادم الحرمين الشريفين على أساس أنها قرارات طبيعية ومتوقعة من أعلى سلطة في الدولة، وأن تلك القرارات هي جزء من العمل الحكومي، ولكن حقيقة أن هناك قرارات تتجاوز التوقع أو ربما أقول يعتقد الواحد منا أن القيادة ليست على اطلاع على تفاصيل التفاصيل في أمور الحياة العامة، ولهذا، فإنني أرجع كل مرة عن قرار عدم الكتابة، لأن قرارات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـــ وفقه الله وأمد في عمره ـــ تأتي كقرارات خارجة عن قدرة العقل مهما بلغ من إدراك أو فهم أو معرفة، قرارات تحاكي المتطلبات الحقيقية للتنمية والاهتمام بالإنسان والتعايش مع ظروفه المعيشية المباشرة، قرارات ذات تأثير مباشر على تلك المعيشة، سواء ما كان منها مباشر وما كان منها غير مباشر بقضايا الحقوق والتعليم والبنية التحتية ومعالجة الفقر، أما المباشر فهو ما صدر أخيراً من قرار بزيادة مرتبات مختلف القطاعات العسكرية والأمنية من أقل رتبة إلى أعلاه، هذا القرار غير مستغرب على خادم الحرمين الشريفين نحو أبنائه العسكريين، ويعطي الإحساس بالطمأنينة والأمان لرجال الأمن البواسل على مختلف جبهات الوطن الداخلية والحدودية.
إن المعايش للجهود المباركة التي يقوم بها رجال القطاعات العسكرية من جهود وتفان يجد أن مثل هذا القرار وغيره هو اعتراف لجهودهم المباركة لخدمة دينهم ووطنهم ومليكهم ودعمهم الدؤوب دون كلل أو ملل يواصلون الليل بالنهار في عز الحر والرطوبة والشمس المحرقة تختلط الرتب الكبيرة بالصغيرة الجميع يعمل من أجل خدمة ضيوف الرحمن في مكة المكرمة والمدينة المنورة والجميع يعمل من أجل حماية أمن وسلامة المملكة العربية السعودية الأرض والإنسان بشكل متواصل وفي مختلف الظروف المعيشية والجوية.
إن إبراز تقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأبنائه رجال الأمن في مختلف القطاعات العسكرية انعكس بشكل مباشر في الميدان، خصوصا ونحن نعيش هذه الأيام التعامل مع الأعداد الكبيرة التي قدمت وتقدم لمكة المكرمة لأداء فريضة العمرة والصلاة والاعتكاف في المسجد الحرام، وما يتطلبه ذلك من جهود لا يمكن تقديرها ومعرفة حجمها ومعاناتها إلا من خلال التعايش المباشر واليومي معها، هذه الجهود التي تتطلب انضباط النفس، وحسن العمل، وتحمل مشقة ذلك، والتواصل الميداني الدائم لضمان حسن الأداء وانضباط العمل.
لقد جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذه الأيام المباركة كرسالة شكر منه ـــ يحفظه الله ـــ ومن القيادة السعودية كتقدير لجهود رجال الأمن في مختلف القطاعات العسكرية، سواء في الحرس الوطني أو القوات المسلحة أو الأمن العام وغيرها من القطاعات ذات العلاقة واعتراف بالجهود المباركة التي يقومون بها.
لقد جاء القرار المبارك ونحن نعيش روحانية الشهر وما يصاحبه من جهود غير طبيعية يقوم بها رجال الأمن ذات أثر مباشر في الإحساس بالمزيد من المسؤولية والولاء للقيادة على حرصها ومتابعتها لمتطلبات المعيشة التي يحتاج إليها أبناؤهم رجال الأمن في مختلف القطاعات، هذا القرار عشت أثره المباشر في الجميع كشاهد حال ومتابع للمناقشات التي لحقته والأثر الإيجابي العظيم الذي حققه، والحقيقة التي يجب الوقوف عليها وبدون معرفة كم نسبة الزيادة، فإن أثر القرار واختيار الوقت المناسب جعل أثره أعظم ومفعوله أكبر ونتائجه إيجابية تستحق الذكر والشكر من الجميع على هذه العيدية الملكية الدائمة والمقدرة لرجال الوطن المخلصين العاملين على حماية حدوده وجميع جهاته بكل إخلاص وتفان، ومن خلال المعايشة اليومية لأثر القرار أجد أن الواجب يفرض علي أن أعكس الإحساس بالفرحة من الجميع ليس لقيمة الزيادة فقط، ولكن إحساس الجميع الصغير قبل الكبير من الرتب العسكرية وأسرهم أنهم في ذهن وروح وقلب خادم الحرمين الشريفين مع مشاغله الكثيرة ولقاءاته خلال هذه الأيام مع مختلف رؤساء ومسؤولي العالم الإسلامي والعالمي ولسان حالهم جميعا يقول شكرا لكم يا خادم الحرمين الشريفين ملك الإنسانية على هذه اللفتة الإنسانية الدائمة والمقدرة من الجميع مع دعائهم أن يبارك الله في عمرك ورزقك، وأن يوفقك لما تحب وترضى، وأن يبقى أجر ما تعمل لك ما بقيت السموات والأرض، بارك الله في الجهود التي تعمل من أجل وطن سعودي الانتماء، عربي اللسان، إسلامي المعتقد وعالمي الطموح.

وقفة تأمل:

الحمد لله الذي بلغنا رمضان وأسأله ـــ سبحانه وتعالى ـــ أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا ودعاءنا وسائر أعمالنا الصالحة، وأن يبلغنا رمضان أعواما عديدة، ونحن بصحة وعافية وسلام في البدن والدين.
عيدكم مبارك.. وكل عام وأنتم بخير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي