القضاء على الازدحام المروري في مكة المكرمة بتطبيق الترددية
أسهمت الجولات الميدانية والمتابعة والرصد الفاعل للخطط التشغيلية لشهر رمضان، التي قام بها الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، في الدفع بموسم العمرة إلى بر الأمان، حيث غادر أمس عديد من المعتمرين والزوار، بعد أن شهدوا ختم القرآن الكريم في المسجد الحرام ولم يبق إلا القليل منهم. وجاءت تلك المتابعة من أمير مكة، لتؤكد أن كافة الإمكانات التي سخرتها الدولة وجندت لها الطاقات البشرية والآلية وما وفرته من خدمات كانت تعمل جميعها لتمكن قاصدي بيت الله الحرام من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان.
وشهدت الجولات الميدانية لأمير مكة الكشف عن عديد من الملاحظات التي تم التعرف عليها ومناقشتها في حينها مع المسؤولين في الجهات المعنية لإيجاد الحلول الفورية المناسبة لها، علاوة على دراسة ومناقشة التقارير اليومية الواردة من القطاعات والأجهزة المعنية بخدمة الزوار والمعتمرين لمعالجة ما يرد فيها من ملاحظات، إلا أن من أكثر الملاحظات التي توقف عندها كثيراً أمير مكة ليضع لها الحل الفوري، مشكلة الازدحام المروري الذي تشهده مكة المكرمة طوال العالم، خاصة أثناء المواسم الدينية من عمرة وحج. ولم تكن المشكلة وليدة اللحظة في ذهن الحاكم الإداري، الذي يعد السر لنجاح ما قد يوصف بالخلطة السحرية القادرة على تفكيك كتل المركبات في دقائق بدلا من الساعات التي كانت تقضيها في الأعوام الماضية، إذ إن الأمير خالد، منذ فترات مبكرة من العام الجاري، أمر بتحويل الإمارة إلى ورشة عمل متكاملة لإيجاد الحلول لمشكلة الازدحام ووضع الحلول للنقل، وكان آخرها ترؤسه قبل نحو 20 يوماً في ديوان الإمارة اجتماعا لدراسة وضع حلول لازدحام الحركة المرورية والمشاة بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف خلال أيام السنة، وخاصة في موسمي رمضان والحج، عدا الاجتماعات العاجلة التي حدثت بعده والمطولة التي حدثت قبلة. ولأن الشيء بالشيء يذكر، ظل أمير مكة، ينتظر ويتابع بدقة كل تفاصيل الخطط التي تم اعتماد تنفيذها بخصوص شهر رمضان، كما عمل على رصد التطبيق التجريبي للحركة الترددية التي طبقت بموافقته لأول مرة هذا العام على محور طريق الملك عبد العزيز الرابط بين محبس الجن والمسجد الحرام، التي حققت نجاحا ملموسا، والتي من المتوقع تطبيقها في الأعوام المقبلة على محاور الحرم كافة، كون الأمير خالد الفيصل وجه بأن يخصص المحور الأول للمنطقة المركزية للمشاة وأن يكون خاليا تماما من حركة المركبات، وهو الأمر الذي أسهم في تفريغ منطقة أجياد ونفق السوق الصغير من كافة المصلين في غضون 30 دقيقة، ولكن كان لساعة اللقاء موعد تدق عقاربه في ليلة ختم القرآن، ليفاجأ كافة قيادات القطاعات الأمنية العاملة في الميدان بأمير مكة متجرداً من بروتوكول المشلح والرتوش الرسمية، يطوف على قدميه منطقة محاصرة بظرفية المكان والزمان، ومكتظة بأجساد نحو مليوني مصل ومعتمر تمثل أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالحشود البشرية متجهاً صوب مركز القيادة الخاصة بهم دون حرس، عدا مرافقه ساعده الأيمن، الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة مكة المكرمة. وكانت جولات الأمير خالد في منطقة الحرم وفي المناطق التي اهتم بمتابعة السلبيات فيها لوضع الحلول العاجلة لها، تؤكد وجود عديد من المرتكزات والأبعاد التي تتمثل في حقيقة إيمانه بتطبيق دوره في التقييم والإشراف والرقابة، وكذلك لإيصال رسالة مليئة بالشفافية لكل من يعمل في ميدان الشرف تؤكد وجوده وحضوره معهم قلبا وقالبا، كما أنها مؤشر فاعل لأن هناك هدفا وغاية تضمنته خطة استراتيجية ورؤية تنموية تطمح للارتقاء بمكة المكرمة نحو مصاف مدن العالم الأول.
لم تكن الجولة حاملة في طباعها التوقيت الرسمي لموعد الزيارة، ولكنها اعتمدت على عنصر المفاجأة كثيراً، فبعد أن توقف أمير مكة لأداء صلاة العشاء والتراويح، وما إن أتم المصلون صلاتهم، وبدأت خطة تفويجهم إلى خارج المنطقة المركزية، حتى هبط إلى أرض الميدان مجددا في بادرة لم تسجل من قبل، حيث قصد أهم نقاط التفويج في منطقة أجياد، وتحديدا في المنطقة التي تطبق فيها الحركة الترددية، إذ كان هناك اللواء سليمان العجلان مدير عام المرور، العميد إبراهيم الحمزي مدير شرطة العاصمة المقدسة، العقيد أحمد بن ناشي مدير مرور العاصمة المقدسة، يشرفون على حركة الحافلات، ليجدوا الحاكم الإداري في مكة واقفا بينهم يتابع ويوجه ويرصد. ويقول العاملون في الميدان الذين لم يفاجأوا كثيرا بوجود أمير مكة بينهم: "ليس بالمستغرب وجود أمير مكة ميدانيا بيننا، فقد عودنا على هذه المشاركة التي لها وقع كبير في نفوس العاملين في الميدان, ولكن هذه المرة كانت مختلفة تماما فقد منحت كل العاملين طاقة عطاء متضاعفة، فالأمير في الميدان في وقت الذروة"، مشيرين إلى أن ما قام به الأمير خالد يعد قمة المسؤولية وغاية العطاء والمتابعة. ويؤكد العاملون في الميدان، أن أمير مكة مهتم بالنقل عن طريق الحركة الترددية التي طبقت هذا العام على طريق واحد عبر المسار الأيمن من طريق الملك عبد العزيز الرابط بين محبس الجن من جهة والمسجد الحرام من جهة أخرى، التي أدت دورا مهما في القضاء على الاختناقات المرورية وحققت أهدافها، كون الأمير خالد الفيصل يخطط مستقبلا لجعل المحور الأول للمنطقة المركزية خاصا بالمشاة. يشار إلى أن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، الأمير الحامل للفكر الاستراتيجي والمنجز للعمل بدقة، والمتابع الميداني، أوصل المسؤولية إلى أعناق المسؤولين والعاملين في الميدان والمواطنين جميعاً، للوقوف معاً والسعي قدماً نحو تحقيق خطة مكة العشرية التي تنحو بها نحو العالم الأول، المكان الذي يراه أمير مكة الموقع المناسب لها، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يأتي يوماً ألا ويذكره ويوصي به بالقول: "احرصوا على تقديم مكة كأفضل مدينة في العالم".
ويرى مختصو وباحثو مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، أن الحل التكنولوجي الواعد لمشكلات النقل والحركة في مكة المكرمة الذي سينهي الأزمات الحالية، يعتمد على نقل الركاب باستخدام كابينات تسير على عربات معلقة تسمى بالمترو المعلق، مشيرين إلى أنها الحل المناسب لطبيعة مكة المكرمة الجبلية والمزدحمة. يذكر أن الخطط التي تم تفعيلها خلال شهر رمضان وأسهمت في خروج الموسم من عنق الزجاجة، ركزت على تنظيم الحشود في المنطقة المركزية وعملية الدخول والخرج من وإلى المسجد الحرام، علاوة على مكافحة الظواهر السلبية مثل التسول والافتراش والنشل والباعة الجائلين في المنطقة المركزية، وبعض التصرفات غير الحضارية التي تحدث من بعض ضعفاء النفوس، والمحافظة على أمن وسلامة الزوار والعمار وتحقيق كل ما يمكنهم من أداء شعائرهم وتوجيههم وإرشادهم وتوعيتهم وتذليل العقبات التي قد تواجههم ومعالجتها معالجة فورية.