عزيمة قيادة تقود مسيرة شعب انهمك في البناء والتطوير
نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات مقرونة بصادق الوفاء والولاء بمناسبة اليوم الوطني للمملكة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز والأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية.
وحري بنا كسعوديين أن نقف وقفة تأمل حقيقية في ذكرى اليوم الوطني المجيد نستعيد فيها أمجاد وأبعاد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود، ونستذكر بكل فخر واعتزاز بهذا اليوم الذي يعتبر نموذجاً حياً للبذل والعطاء والجهود الموفقة التي بذلها المؤسس الشجاع وغرس توحيد هذه الأرض الطيبة أول بذور النماء التي تشكل منها عصب الازدهار الحقيقي لهذه الدولة في توفير الأمن والأمان بعد الخوف والشتات, وحملها من الجهل إلى نشر العلم والمعرفة لجميع شرائح المجتمع ، ومن الفقر والجوع إلى تأسيس قواعد البناء والنماء ومسيرة التنمية الاقتصادية، وبناء وحدة سياسية تعلو بالكيان شموخاً وتقف مكانة بلدنا المرموقة والرفيعة بين بلدان العالم شاهداً على الحنكة السياسية التي تمتع بها المؤسس وبعد نظره ورؤيته الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية, كما لم يكتف المؤسس الفذ ببناء هذه الوحدة السياسية والحفاظ عليها فقط بل سعى إلى تطويرها وإصلاحها في المجالات كافة، حتى استطاع بفضل من الله - عز وجل - أن يضع الأساس لنظام إسلامي شديد الثبات والاستقرار مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات، فتشكلت الوزارات وتكونت المؤسسات وقامت الإدارات لمواجهة التطور، كما تشهد تجارب الأمم أن الأمن الوطني والاستقرار السياسي شرطان أساسيان للنمو والتطوير، يقف شموخ مملكتنا الغالية شاهداً على حنكة وشجاعة القائد - طيب الله ثراه.
لم يكن مشوار التنمية سهلاً، فقد كانت عزيمة القيادات السعودية تقود مسيرة شعب انهمك في البناء والتطوير يفتت كل عقبة تقف أمامه وهو يشيد تعليماً واقتصاداً امتد هيكله ليستوعب قطاعات تعليمية وصناعية وزراعية وخدمية خلقت منظومة متكاملة تجسد ملحمة تنموية سابقت الزمن، ورسمت معالم حضارية جمعت بين عبق الماضي وزهو الحاضر، وتهيأت للمستقبل بتطلعات واعدة وخطوات واثقة.
إننا في يومنا الوطني نعيش ذكرى التأسيس والإنجاز في ضوء ما تحقق في مسيرة البناء والتجهيز، كما يحق لنا أن نفخر بما تحقق من منجزات, إن حرص قيادتنا الحالية أدامها الله على بناء وتشييد كل ما يخدم الوطن والمواطن من مرافق تعليمية واقتصادية تجعل من المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
إن التعليم العالي حقق إنجازات عالمية مفخرة لكل مواطن ينتمي لهذا الوطن العزيز، فالجميع يشاهد ويرى ما حققته جامعات المملكة من قفزات في التصنيفات العالمية, وهيئات الاعتماد الدولية المرموقة, وما تسجله من إنجازات علمية و تقنية ما يعكس الجودة في أدائها, وليس هناك أدل من إنشاء أكثر من 24 جامعة حكومية غطت جميع مناطق المملكة ومحافظاتها المختلفة, كما وصل عدد الجامعات الأهلية إلى ثماني جامعات، وغيرها من الكليات الأخرى والمعاهد المعتمدة، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, وإنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية, وكل هذا قطرة في بحر فلا يسعنا المجال لذكر منجزات هذا البلد المعطاء.لنبتهج جميعا بهذا اليوم يوم الوحدة يوم التأسيس ولنواصل البناء ولنعمق حب هذا الوطن في النفوس، ولنثمن جهود الدولة المبذولة ولنلتف حول قيادتنا الرشيدة ليدوم الخير والرخاء والاستقرار والازدهار على بلادنا، كما علينا أن نعلّي من قيم الوطن ومعاني الوطنية الحقة، وكيفية إسهامنا كمواطنين في عمليات التطور والتنمية والحفاظ على المكتسبات العديدة المتمثلة في الاستقرار السياسي الذي وهبنا إياه العلي القدير وميزنا به على غيرنا من الكثير من الشعوب التي تعاني عدم الاستقرار السياسي ما يدخلها في صراعات متواصلة تأخذ منها نعما كثيرة أهمها وأبرزها الأمن والتنمية.