إحياء مطار الدمام

مررت الأسبوع الماضي بمطار الملك فهد الدولي في الدمام بعد سنتين من الغياب عن هذا الصرح الذي تكلف الكثير، والذي يعاني تدنٍيا شديدا في حجم الحركة الجوية. ومن المعروف لدى المختصين في صناعة النقل الجوي أن نسبة كبيرة من حجم الحركة الجوية عبر مطار البحرين الدولي تأتي من السوق السعودية، حيث يظهر عامل مهم في نجاح المطارات وهو عامل (سهولة الوصول) بين المطار والتجمعات الحضرية. أغلبية المسافرين من المنطقة الشرقية يفضلون مطار البحرين على مطار الدمام لأسباب متعددة أهمها سهولة الوصول وخيارات السفر المتعددة، حيث تعمل في البحرين عديد من شركات الخطوط الجوية الإقليمية والدولية. وكثيرا ما تتناول المجلات والدوريات المتخصصة في صناعة النقل الجوي الخطط التوسعية لمطار البحرين التي منها مبادرات مخصصة للمسافرين من المنطقة الشرقية كمواقف الانتظار الطويل للسيارات، والنقل الترددي بالحافلات وحتى صالة خاصة لتسهيل الإجراءات. ولا شك أن البحرين أصبحت الآن ملاذا لعدد من شركات الطيران ذات الرساميل السعودية التي لم تستطع الحصول على تراخيص في موطنها ففضلت الهجرة. الغريب في الأمر أن مطار الملك فهد الدولي تشرف عليه ـــ منذ فترة ـــ شركة استشارية عالمية يتوقع منها الكثير لإحياء هذا المطار، ولن يتحقق ذلك إلا بسرعة التخلي عن الإجراءات الموروثة التي لا تتواكب مع الطبيعة الديناميكية لصناعة النقل الجوي. على سبيل المثال، تعتبر صالة رجال الأعمال في مطار البحرين من أجمل الصالات في التصميم الحديث وأقلها تكلفا، حيث الرؤية البانورامية والوجبات الفاخرة على مدار الساعة، كما يجد فيها رجل الأعمال كل الخدمات التي يريدها. بينما صالة الفرسان في مطار الدمام كما هي منذ تسليم المطار، حيث التصميم الداخلي الذي يعكس حقبة المعمار في الثمانينيات، وحتى الوجبات التي تقدم فهي لا ترتقي أبدا لمعيار الخدمات المطلوبة لدرجتي الأعمال والأولى. تطوير مطار الملك فهد يحتاج إلى مبادرة أهم ملامحها كسر القيود وتبني إجراءات العمل السريعة وحصر المعوقات التي أدت إلى هجر المطار تنازليا، ومن أهمها عامل سهولة الوصول. ونحن على ثقة أن هناك مستثمرين في المنطقة الشرقية لديهم الرغبة في الاستثمار في هذا الكيان إن تمكنوا من جعل الإجراءات الإدارية في صفهم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي