كيف تكون منتجا..؟
في كتابه العادات السبع للناس الأكثر فاعلية يروي ستيفن كوفي أو يفترض قصة لرجل في الغابة يعمل بهمة ونشاط في قطع الأشجار، فسأله شخص ما: ماذا تفعل؟ فرد عليه الرجل: ألا ترى أني أقطع الأشجار، فرد عليه: يبدو عليك الإرهاق منذ متى وأنت تقطع هذه الأشجار، فرد قائلاً: أكثر من خمس ساعات، لقد استهلكت قواي، إنه عمل شاق، فقال له هذا الشخص: حسناً لماذا لا تستريح بضع دقائق لشحذ المنشار، لو فعلت ذلك فسيقطع المنشار الشجرة بسرعة، فرد عليه الرجل: ليس لدي وقت لشحذ المنشار، فأنا مشغول تماماً بعملية قطع الشجرة. تشير القصة المذكورة إلى سمة الفاعلية في العمل، فقاطع الأشجار يبذل مجهوداً كبيراً في عمله لكنه لا يحقق النتائج المرغوبة. الواقع يقول إن هناك الكثير من الموظفين على شاكلة قاطع الأشجار يتحركون هنا وهناك، يقومون باتصالات، يمسكون بملفات، يجرون حسابات، يدونون بيانات، ينتهون من مهمة ليبدأوا في مهمة جديدة، يظنون أنهم يؤدون عملهم على أكمل وجه ليفاجئوا بعد ذلك بأن رؤساءهم غير راضين عن العمل لأن النتائج المحققة لم تصل إلى مستوى النتائج المطلوبة. هنا ينتابهم شعور بالإحباط وخيبة الأمل، وفي أغلب الأحيان يلقون بالمسؤولية على رؤسائهم. فرؤساؤهم هم أعداء النجاح، ورؤساؤهم لم يوضحوا لهم ماذا يريدون، ورؤساؤهم من هواة تصدير المتاعب لموظفيهم... إلخ. عزيزي الموظف عندما يتكرر موقف عدم رضا رئيسك عن العمل لأنه لا يحقق النتائج المطلوبة، عليك أن تعترف أنك قد تكون كفؤاً في عملك ولكنك غير فعال. وفرق كبير بين الكفاءة والفاعلية. الكفاءة تتعلق بأفضل وسيلة يمكن أن تستخدمها لتحقيق الهدف الذي تريده، أما الفاعلية فتعني تحقيق الهدف المرغوب بالفعل، من الممكن أن يتمتع الإنسان بالكفاءة ولكنه يفتقد الفاعلية، الطالب في المدرسة يستذكر دروسه جيداً، يمكث بالساعات على مكتبه، وفي النهاية لا يحصل على الدرجات المطلوبة، طالب آخر يستذكر دروسه في ساعات قليلة لكنه يحقق أعلى الدرجات. موظف يجتهد في عمله، يبذل مجهوداً كبيراً في أداء العمل المطلوب منه، ومع ذلك لا ينجز عمله بالطريقة المطلوبة، موظف آخر يبذل قدرا أقل من المجهود لكنه يحقق المطلوب منه تماماً. الحقيقة إن الموظف الفعال له سمات خاصة وأسلوب معين في العمل. الموظف الفعال يركز على النتيجة، بينما يركز الموظف غير الفعال على الوسيلة. الموظف الفعال يركز على تحقيق النتائج المطلوبة في الأجل القصير، بينما الموظف غير الفعال ينشغل ذهنه كثيراً بالنتائج على المدى الطويل. الموظف الفعال ينجز المهمة المطلوبة بالكامل الآن بينما الموظف غير مماطل ومسوف في كثير من الأحيان. الموظف الفعال يفعل الأشياء مرة واحدة، بينما الموظف غير الفعال يجزئ الأشياء. الموظف الفعال يستثمر وقته جيداً، بينما الموظف غير الفعال لا يمثل الوقت قيمة بالنسبة له. الموظف الفعال لديه خطة واضحة في العمل، بينما يعمل الموظف غير الفعال بطريقة عشوائية. الموظف الفعال يجيد استثمار التكنولوجيا في تطوير جودة العمل الذي يؤديه، بينما الموظف غير الفعال لا يجيد استخدام التكنولوجيا في الدرجة الملائمة. الموظف الفعال يدرك كيف يحصل على مساعدة زملائه في الوقت المناسب دون أن يشكل هذا عبئاً بالنسبة لهم، بينما الموظف غير الفعال لا يدرك قيمة الحل الوسط فإما أن يحجم عن طلب المساعدة وإما أن يتهرب من العمل المكلف به بإلقائه على عاتق زملائه الذين في الغالب لا يستجيبون له. الموظف الفعال يعرف كيف يجدد نشاطه ويعرف كيف يعطي لجسده وذهنه الراحة اللازمة ليستأنف إنجازاته من جديد، بينما الموظف غير الفعال إما أن يتكاسل في العمل وإما أن يستغرق فيه حتى تخور قواه ويكف عقله عن العطاء. عزيزي الموظف كن فعالاً في عملك، أد عملك بإتقان، وتذكر دائماً حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"، واحذر دائماً أن تعمل بطريقة قاطع الأشجار.