البداية .. جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال
رعى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الأسبوع الماضي حفل توزيع جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال, والحدث من ـــ وجهة نظري ـــ يحمل أبعادا كبيرة ورسائل جميلة ومهمة في توقيت مهم على جميع المستويات, والمشاهدات التالية، تحتاج كل منها إلى وقفة أو وقفات مستقلة لتوفيها جزءا يسيرا من حقها.
لا غرابة ولا مفاجأة في أن يرتبط اسم الأمير سلمان بشباب الأعمال, كيف لا وهو من يرعى عديدا من الفعاليات ذات العلاقة المباشرة بالشباب على مر السنين, كيف لا وهو يشدد في كل مناسبة على أهمية الشباب وأهمية فتح المجال أمامهم، ومن ذلك ـــ على سبيل المثال لا الحصر ـــ جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال ورعايته منتدى الغد, أول منتدى متخصص في قضايا الشباب في المملكة, ودعمه الشخصي المادي والمعنوي المبادرة الجديدة لمركز الأمير سلمان لشباب الأعمال كأول منشأة حقيقية تعنى بشباب الأعمال.
ولا غرابة في أن يكون مركز الأمير سلمان لشباب الأعمال الامتداد الطبيعي لجائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال, ومعرفتي الشخصية بالجهد الكبير والحس الوطني الرفيع للشباب الرائع الذي يشرف على تلك الجائزة، تعطيني مساحة أخرى للتفاؤل بأن يكون المركز ذا فاعلية عالية, حيث إن فكرة التأسيس للجائزة جاءت مبادرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز، وأهدافها التي قامت عليها جاءت مدعومة منه لتكون جائزة للمبادرين من شباب الأعمال, التي تعمل على ترسيخ التميز وبناء جيل جديد مبدع من قادة المستقبل ودعم شباب الوطن, وعليه فإن الامتداد الطبيعي والجهد الكبير سيجعلنا نفرح ـــ بإذن الله ـــ بتطور نوعي في التعاطي مع شباب الأعمال، ولنا في رسالة الجائزة الرامية إلى تأسيس ثقافة التميز وترسيخ روح المبادرة لدى شباب الأعمال, إضافة إلى الإسهام في بناء جيل مبدع من قادة المستقبل الذين يسهمون في دفع واستمرار مسيرة التقدم والازدهار وأهداف الجائزة ومعاييرها, نافذة أمل على المستقبل.
إنشاء مركز الأمير سلمان لشباب الأعمال, وهي مؤسسة خيرية غير هادفة إلى الربح, جاء ليضع الأساس ـــ من وجهة نظري ـــ لمشروع طال انتظاره, وحلم راود كثيرا من شباب الأعمال, وهو إيجاد مركز متخصص يعنى بجميع القضايا ذات العلاقة بشباب الأعمال, فبعد تحفيز الجائزة جاء الدور على إيجاد عمل مؤسسي مستدام يدعم مسيرة شباب الأعمال في المملكة, ومن جهة أكثر عمقا سيجعل هناك مرجعية حقيقية لشباب الأعمال كمظلة وطنية تسهم في بناء أجزاء متعددة من خريطة طريق شباب الأعمال من حيث التوجيه ومن ناحية البحوث والدراسات ومن ناحية المشاركة في صنع السياسات التشريعية المختلفة ذات التأثير المباشر في فاعلية شباب الأعمال في الاقتصاد وفاعلية منشآتهم المختلفة في دعم الأهداف المختلفة للنمو الاقتصادي كالتنوع الاقتصادي والمساهمة في الناتج المحلي وخلق الفرص الوظيفية وغيرها كثير من الفوائد المباشرة وغير المباشرة.
كانت البداية بـ 11 شابا وثلاث منشآت, والأمل أن تكون منصة الجائزة طريق نجاح لعدد أكبر ومشاركة أكبر من جميع الشباب والشابات في المملكة، وأن يضاف إليها تكريم المنشآت الحكومية والخاصة الأكثر تعاوناً مع شباب الأعمال، والأكثر اهتماما بحل مشكلاتهم. فشهادة الإنجاز والاجتياز يجب أن تكون عنصرا مهما يؤخذ في الاعتبار من القطاعات المختلفة, بمعنى أن تكون الجائزة شهادة تزكية لشباب الأعمال أمام أصحاب المصالح المشتركة ذات العلاقة بشباب الأعمال, وعلى الجانب المقابل أن تكون منصة تكريم ومحاسبة للجهات الحكومية والخاصة عن دورها في دعم تطور ونمو شباب الأعمال في وطننا الغالي.