نحن والشباب شراكة

ينطلق مرة أخرى في الرياض في أيار (مايو) المقبل منتدى الغد, أول منتدى للشباب في المملكة العربية السعودية في دورته الثانية، وعند الحديث عن المنتدى الذي عنون لنفسه بعنوان يعكس الواقع الحقيقي لأي أمة تنشد السمو والنمو والاستفادة الحقيقية من الثروة الحقيقية, وهي العنصر البشري الذي من دونه تموت الأمم وبه تحيا, "نحن والشباب شراكة", وعندما أتحدث عن العنوان والتوقيت لأنهما يأتيان على طرفين مهمين من الناحية الاستراتيجية, فالعنوان يحكي واقعا نحتاج إليه, فالشراكة مع الشباب هي عصب التحرك المستقبلي, خصوصا أن ما تمثله نسبة الشباب في المملكة من إجمالي عدد السكان هي نسبة عالية تتجاوز نصف عدد السكان, كما جاء في جميع الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، نعم فلم تخل مقالات صحفية ودراسات محلية وعالمية من التركيز على النسبة المئوية لفئة الشباب في المملكة العربية السعودية، وجاء هذا التركيز ليبرز الأهمية والتحدي والخطورة والمستقبل, وهذا بلا شك يبرز الأهمية التي يمثلها شباب اليوم وقادة الغد على مستقبل الوطن، 70 في المائة من تعداد السكان في أقوى اقتصاد في الشرق الأوسط هم من فئة الشباب، فأي مستقبل ينتظر هذا البلد إذا تم تأهيل هذا المخزون الاستراتيجي التأهيل المناسب؟
كذلك فإن التحركات الكثيرة من جهات متعددة في المملكة في وضع استراتيجيات وخطط معينة تهدف إلى دعم وتمكين ودمج وجميع المصطلحات المرادفة التي تبرز أهمية الشباب وجدية التوجه في وضعهم في قائمة الأولويات لبناء المستقبل المشرق للمملكة، أقول إن تلك التحركات تأتي لتدعم توجه منتدى الغد كونه أصبح محطة رئيسية ومنصة أساسية لطرح قضايا الشباب ونقاشها وإطلاق مبادرات نوعية مشتركة هدفها الرئيسي الشباب السعودي، ومن ذلك مبادرة المنتدى بإعداد ورقة عمل تمثل رؤية الشباب في الاستراتيجية الوطنية للشباب في المملكة التي تُشرف عليها وزارة الاقتصاد والتخطيط، وتم تقديمها للوزارة كإحدى وثائق الاستراتيجية، وهذا بلا شك يمثل توجها حميدا في مساهمة الشباب في رسم مستقبلهم من خلال التواصل مع الجهات الحكومية الاستراتيجية.
كذلك فإن المنتدى وضع نفسه كساحة حوار مهمة للطرح العلني للتحديات التي تواجه الشباب من الجنسين، ولعل مشاركة الشباب في الحوار والنقاش هي مؤشر مهم على إزالة الحاجز الكبير بين الأجيال عند التعاطي مع القضايا التي تهم جيل الشباب، وأتذكر بسرور النجاح الكبير الذي حققه المنتدى في دورته الأولى عام 2009، وأتذكر التجارب الناجحة إلى حد الإبهار لعديد من الشباب, سواء على مستوى الجامعات أو على مستوى الأفراد, تؤكد أن لدينا جيلا يحتاج فقط إلى إعطائه الفرصة لصنع المستقبل، وأثبتت التجارب أننا نحتاج فقط إلى الاستماع إلى الشباب ومن ثم الحكم عليهم، ومن أهم ذكرياتي الشخصية من المنتدى الأول هي إحدى المداخلات التي ساقها أحد الشباب تعكس الواقع الذي يواجهه شبابنا، حيث ذكر أحد الشباب أنه قبل المنتدى وصل إلى قناعة بأنهم (أي الشباب السعودي) هم أساس المشاكل التي نعيشها, وأنهم شباب كسول لا يمكن الاعتماد عليه، وختم بقوله: إنه كاد يقتنع بهذه النظرة لكثرة ترديدها من جميع من حوله. وختم بالقول: إن مشاركته في الإعداد لهذا المنتدى فتحت له أفقا للتفاؤل والأمل بأن يكون مواطنا يحمل قيمة مضافة إلى أهله ومجتمعه ووطنه. وجاء المسك في حجم المبادرات التي أطلقها المنتدى من خلال جهات حكومية وأهلية وأكاديمية, لتضع ختم النجاح لمنتدى استثنائي وليد في مضمونه وتوجهاته، لمنتدى سبق الزمن في بيان أهمية الشباب في صنع المستقبل.
لقد علق منتدى الغد الجرس وأضاء بارقة أمل لمستقبل الشباب، ويجب علينا جميعا أن نفتح قلوبنا وعقولنا لمستقبل مشرق لشبابنا, وأن يكون الحوار وليس الأمر هو آلية التعامل، وأن يكون لهم نصيب في بلورة الخطط المستقبلية الخاصة بهم. وهذه دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في منتدى الغد 2011 لنصنع سويا غدا مشرقا لشبابنا ووطننا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي