حكاية تراث

ونحن في مستهل الألفية الثانية.. تعيش المملكة الغالية أزهى عصورها في هذا العهد الميمون، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ رعاه الله. وقد عمت الأفراح أرجاء المملكة بمناسبة تدشين المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته السادسة والعشرين. وحلّت الابتسامة على محيا مواطني هذا البلد المعطاء، وحري بنا أن نفخر بهذا المهرجان المتميز الذي يحكي قصة وعراقة شعب بمختلف آماله وتطلعاته، ليكتسب احترام وتقدير العالم لما يقدمه المهرجان من عراقة وتطور حضاري يعبر فيها عن ماضيه الأصيلن وحاضره الزاهر، ومستقبله الميمون، ليرقى به إلى العالمية عبر المشاركات من الخارج، والجوائز الثقافية والتراثية.
ومند تدشين المهرجان عام 1405هـ .. كان التركيز على العروض الشعبية والاحتفالات، إلا أن الفكرة توسعت نحو اعتبار هذا المهرجان مؤرخاً لتراث وتاريخ الوطن بمختلف مناطقه وطوائفه وعاداته. وأصبح يشارك فيه عديد من الجهات من مختلف دول العالم، ويأتي له زواره من كل حدب وصوب، ليصبح مقصداً للشعراء والنقاد والمؤرخين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي.
وفي قراءة سريعة لمشاركة المنطقة الشرقية في فعاليات المهرجان بركن "بيت الشرقية" .. استطاعت من خلاله أن تبرز مكانة المنطقة التاريخية، وأن تقدم منظومة منفردة أبرزت فيها الحرف الشعبية والتاريخية للمنطقة، وما تتمتع به من عادات وتقاليد تراثية أصيلة، لتصبح مقصداً للزوار والمهتمين. ولا شك أن هذا العمل التراثي الناجح يأتي إثر جهد وافر يقف خلفه أميرنا المحبوب الأمير محمد بن فهد، وسمو نائبه الأمير جلوي يحفظهم الله. إن الزهو الاقتصادي الذي ينعم به الوطن الغالي ـ فضلاً عن أمنه وأمانه ـ كان له الحظ الأوفر في إنجاح هذه الفعاليات، لتنعكس بدورها على الأداء الاجتماعي والثقافي. فهنيئا لنا قيادتنا الحكيمة بعطائها الوافر والمتجدد. ونحن أبناء الوطن نعاهد قيادتنا الرشيدة ألا نألو جهداً في خدمة الوطن، والتفاني المطلق في الولاء لولاة الأمر ـ أيدهم الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي