الذكرى السادسة .. نحن والبيعة الميمونة
ها هي الذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تطل علينا وإنها لأبرك إطلالة وأكرم ذكرى تختزنها قلوب السعوديين وكذا قاطني هذه البلاد المباركة، فقد حرص - يحفظه الله - منذ اليوم الأول للبيعة المباركة على تكريس الإصلاح الإداري وتطوير نظم الدولة بما يتناسب مع آخر المستجدات في العالم المتقدم.
كما سعى - يرعاه الله - إلى سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية مع توسع في التطبيقات في شتى المجالات، وكما هو معلوم فقد تضاعفت في عهده الميمون أعداد الجامعات والكليات والمعاهد التقنية والصحية مع ما تبع ذلك من إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وهي الجامعة الوليدة الفريدة في توجهاتها وأهدافها الطليعية التي تجعل منها مقصدا ومرتجى لكثير من الراغبين في الانتساب إليها من أنحاء العالم مثلها في ذلك مثل كل الجامعات المتقدمة ذات الصيت الرفيع، وأعقب ذلك أيضا إنشاء هيئة الطاقة النووية والمتجددة ومعلوم حجم الآمال المعلقة على مثل هذه الهيئة في مجالها وخلال الأيام الماضية تم تدشين واحدة من أكبر الجامعات في العالم وهي جامعة الأميرة نورة التي حظيت باهتمام خاص من لدن خادم الحرمين الشريفين وسار العمل في إنجازها على قدم وساق حتى صرنا نشاهدها اليوم واقعا نفخر به.
لقد صار للمملكة بفضل من الله ثم بفضل القيادة الحكيمة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين حضور سياسي متميز في جميع مفاصل الحدث السياسي، حتى صارت المملكة بفضل هذا النهج مزارا تستسقى منه الحلول الرشيدة للمعضلات الإقليمية والدولية ومقصدا لكثير من قادة ورؤساء العالم يلتمسون رأيها ويحتذون مواقفها ويرجون دعمها حينا وتوسطها حينا آخر.
وتجيء ذكرى البيعة هذه الأيام ونحن نعيش صدى القرارات الملكية الأخيرة التي صدرت لتعزز من التوجه الهادف إلى تحقيق الرفاه والاستقرار للمواطن السعودي سواء في سكنه أو صحته أو أمنه أو خلاف ذلك من المصالح.
لقد وضع خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم بصمته الناصعة كقائد تاريخي لأمته في محيطها المحلي والإقليمي والدولي بفضل الحكمة والرؤية والاعتدال الذي يتسم به وتتسم به سياسة إدارة الحكم في المملكة.
ولعل ما نلمسه نحن في الهيئة العامة للغذاء والدواء من مساندة ودعم من قادة هذا الوطن وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ليجعلنا في مواجهة مسؤوليتنا المهمة والتي ترعى المواطن والمقيم في أمنه الغذائي والدوائي من خلال تلمس أسباب الارتقاء بالغذاء والدواء المحلي والمستورد وكذا الأجهزة الطبية لكي يعيش المواطن والمقيم وهو على يقين بأن غذاءه ودواءه ترعاه أعين أمينة، ولا شك أنه عندما بدأت فكرة إنشاء الهيئة تختمر في فكر وذهن مبدعها ورئيس مجلس إدارتها الأمير سلطان بن عبد العزيز - يحفظه الله - فإن ذلك بلا شك قد جاء امتدادا لمنظومة الحفاظ على أمن المواطن والمقيم في نفسه وعرضه وماله ليتم استكمال تلك السلسلة برعاية غذائه ودوائه من منشئه إلى منتهاه، ويأتي هذا الاهتمام تحت مظلة الرعاية الملكية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - وحكومته الرشيدة لكل ما من شأنه الاهتمام بالإنسان في كل شؤونه الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية.
إن الاندفاع التنموي المتسارع الذي نشهده في بلادنا المباركة إنما هو ثمرة من ثمار ملك الحوار والإصلاح الذي جعل بجهده وحرصه هذه البلاد عضوا بارزا في المحافل الإقليمية والإسلامية والدولية مجسدة حضورها الإنساني مثلما جسدت حضورها العالمي بصفتها عضوا في قمة العشرين.
لقد بث خادم الحرمين الشريفين منذ أن تولى - يرعاه الله - مقاليد الحكم في أوردة الدولة ومفاصلها حوافز البناء والارتقاء والصعود إلى ذرا التقدم ليصبح ممثلا لضمير الأمة ووجدان الشعب. حفظ الله قائد البلاد وولي عهده الأمين والنائب الثاني.