هذه الطائرات هي الحل والربحية

قبل أن يخترع السير البريطاني فرانك ويتل المحرك النفاث عام 1928 كانت الطائرات تقاد بمحركات مكبسية تقوم بتدوير المراوح التي بدورها تولد قوة الدفع. الطائرات المروحية هي التي أنشأت صناعة النقل الجوي الممثلة في الخطوط الجوية المجدولة بين التجمعات البشرية من قرى ومدن وضواح، وكان من أشهرها طائرة (الداكوتا) التي لا تزال تعمل حتى اليوم. ومع مرور السنين تطورت صناعة الطائرات في جميع المجالات فأصبح جسم الطائرات يصنع أغلبه من المواد المركبة بدلا من السبائك المعدنية. كما أن المحركات المروحية تطورت هي الأخرى فأصبحت تدار بمحركات نفاثة وتطور تصميمها الايروداينامي لتصبح متعددة الريش عالية الدفع. وبقي المحرك التوربيني المروحي الخيار الأفضل من المحرك النفاث لأنواع معينة من الطائرات كطائرات النقل الإقليمي التي تربط مطارات لا تتجاوز المسافة بينهما ألف كيلو متر وذات السعة المقعدية الأقل من 100 مقعد. الجدير بالذكر أن حركة أسعار الوقود من انخفاض وارتفاع هي التي تؤثر في مبيعات هذا النوع من الطائرات، نظرا لأن استهلاكه للوقود يقل عن الطائرات النفاثة بمقدار 25 في المائة وأكثر. ولكون سعر الوقود يمثل نحو 40 في المائة من التكلفة التشغيلية، ونظرا لارتباط سعر التذكرة المتاح لأكبر شريحة من العملاء بزيادة عدد الركاب ومن ثم ربحية شركات الخطوط الجوية، فإن هناك تناميا في استخدام طائرات النقل الإقليمي المروحية حول العالم، خاصة في أوروبا.
نموذج النقل الداخلي في المملكة مناسب لهذا النوع من الطائرات، حيث 90 في المائة من المسارات الجوية بين المطارات تقل أطوالها عن ألف كيلو متر، كما أن عدد المسافرين بين الكثير من الوجهات يقل كثيرا في أغلبية أيام السنة، خاصة داخل أيام الأسبوع وفي غير المواسم. سعر التذكرة على هذه الطائرات يقل كثيرا عن الطائرات النفاثة، الذي بدوره يزيد من حركة السفر ومن ثم يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الداخلية. هذا النوع من الطائرات مناسب للوجهات الدولية الإقليمية، خاصة عواصم دول الخليج العربي التي تقل المسافة بينها عن ألف كيلو متر. أتمنى أن أرى شركة سعودية تمنح ترخيصا لإنشاء خطوط جوية تستخدم هذا النوع من الطائرات، حيث سيسهم سعر التذكرة المنخفض في زيادة نسبة الإشغال، ومن ثم ضمان الربحية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي