رزان والمبيد البشري

ست عشرة حالة وفاة تسببت فيها مادة فوسفيد الألمنيوم، التي كان يتم تسويقها كمبيد حشري. المادة القاتلة تم سحبها من الأسواق. ملف القضية تناولته صحف محلية عدة من بينها ''الاقتصادية''. ومن بين ضحايا هذه المادة الطفلة رزان الحربي ذات الثلاثة أعوام، التي تعرضت وأشقاؤها للتسمم نتيجة وضع جارهم مادة فوسفيد الألمنيوم في منزله باعتبارها مادة مكافحة للحشرات. ماتت رزان متأثرة بالمادة السامة التي استنشقتها فيما تم إنقاذ أسرتها بعد خضوعهم للعلاج المكثف في المستشفى.
لكن هذا الأمر دفع أسرة رزان إلى التحرك من أجل ملاحقة بائع هذه المادة والسعي إلى مقاضاته. وفي المقابل تحول موت الطفلة بالنسبة إلى أسرتها إلى حافز للمشاركة في التوعية بمخاطر استعمال مبيدات الحشرات السامة والمطالبة بإيجاد رقابة صارمة على هذه المواد وكيفية بيعها.
الشيء اللافت أن هناك قرارات تمنع بيع هذه المادة، وفقا لما أورده الزميل يحيى الحجيري في تقرير نشرته ''الاقتصادية'' (18/11/2011) لكن رغم وجود هذا القرار إلا أن المادة كانت متاحة وأزهقت أرواح 16 ضحية من بينهم رزان مروان الحربي، رحمها الله، وألهم ذويها الصبر.
إن رحيل رزان يدفع للتأكيد على أهمية إيجاد آلية رقابة تحمي المجتمع والناس من مثل هذه المواد الضارة. وينبغي ألا يتم ترك الأمر للمستهلك وحده، فهو عندما يدخل محلا ويطلب مبيدا حشريا يفترض أنه سيحصل على مبيد حشري، لا مبيد بشري.
أسرة رزان وجهت رسائل توعوية من خلال تويتر، حذرت فيها المستهلكين من هذه المواد الضارة، ونبهت إلى أن المواد رغم حصرها إلا أنها لا تزال متداولة خاصة في بعض المدن البعيدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي