قرارات تعكس نبض الشارع
الأوامر الملكية التي صدرت يوم السبت الماضي، وقبلها ولاية العهد للأمير نايف بن عبد العزيز، جاءت لتعكس رغبة المواطنين، بل وتتجاوز ما كان يتوقعه ويؤمله الكثيرون، وإذا كان تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع والأمير خالد بن سلطان نائبا لوزير الدفاع، والأمير سطام بن عبد العزيز أميرا لمنطقة الرياض، أمرا متوقعا، إلا أن ما صدر من أوامر تنظيمية أخرى، جاءت لتبين حقائق عدة، في مقدمتها أن الدولة قريبة جدا من نبض الشارع، وتتفاعل إيجابا مع كل ما يُطرح على الساحة المحلية، بل وتستبق ما يتمناه الناس، بقرارات تعكس مدى عمق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكمته وحرصه على تحقيق مطالب المواطنين، وما صدور قراراته - حفظه الله - بتنظيم القطاعات التي لم تكن لها علاقة مباشرة بمهمات وزارة الدفاع، إلا حرص على دفع هذه القطاعات نحو مزيد من الكفاءة والفاعلية.
القرار الملكي باختيار الأمير سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع، لم يأت من فراغ، بل هو اختيار للرجل المناسب في المكان المناسب، فهو ركن من أركان الدولة، ورجل مبادرات إيجابية، وصفاته الكثيرة التي عرفه الناس بها، وأبرزها، الحنكة الإدارية، والعمل الدؤوب، والانضباط الشديد، والحرص على المتابعة الدقيقة، وهي صفات يتسم بها العسكريون، تؤهله ليكون قادرا على تحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع العسكري المهم والحساس، وهذه الصفات جزءٌ من أسباب الارتياح الشعبي الكبير لهذا القرار الحكيم.
كما أن قرب الأمير سلمان بن عبد العزيز طوال السنوات الماضية من عمله أميرا لمنطقة الرياض، من أصحاب القرار، ومنهم الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -، ومعاصرته التطورات التي تحدث كافة، بما فيها التطورات في الجانب العسكري، تجعله الأقرب إلى معرفة احتياجات هذا القطاع، والأقدر على إدارته.
وتعيين الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائبا لوزير الدفاع، يصب في هذا المسار، فهو رجل مارس المسؤولية العسكرية مبكرا، وحقق نجاحات كبيرة في هذا المجال.
أما الأمير سطام بن عبد العزيز فهو رجل عرفته إمارة منطقة الرياض منذ 45 عاما، وهو عارف بمنطقة الرياض واحتياجاتها، ويمتلك خبرات إدارية كبيرة، وهو من مدرسة الأمير سلمان بن عبد العزيز الإدارية.
كما أن تعيين الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز نائبا لأمير منطقة الرياض، يأتي لما له من خبرة كبيرة، فقد سبق أن عمل نائبا لأمير منطقة القصيم.
هذه التغييرات التي تجري في بلادنا وتتم بسلاسة وتوافق وقبول شعبي كبير، رسالة واضحة لمن يراقبون الأوضاع في عالمنا العربي، وهي رسالة تؤكد حُسن المسار، وحرص القيادة على تحقيق ما فيه صالح الوطن وضمان مسيرته، والأثر الإيجابي لهذه التغييرات، لم يقتصر على المستوى المحلي، بل رأينا ارتياحا كبيرا لهذه القرارات خليجيا وعربيا.
نسأل المولى القدير أن يحفظ بلادنا ويديم عليها عزها وأمنها، وأن يمنّ على خادم الحرمين الشريفين بالصحة والعافية، وأن يفتح له آفاق الخير أينما حل أو ارتحل.