لماذا استثنى الباكر «الخطوط السعودية» و«الاتحاد» و«مصر للطيران»؟

أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية، شخصية لافتة في مجتمع صناعة النقل الجوي في العالم، نظراً لتصريحاته غير المتعارف عليها في أدبيات هذه الصناعة، خاصة حين الحديث عن المنافسين. قبل ساعات من توقيعه على صفقة الخطوط القطرية لشراء 80 طائرة من الطراز المستقبلي لطائرة إيرباص (A320) تعرّض للشركة الصانعة، وألغى مؤتمراً صحافياً، وهدّد بإلغاء صفقة أخرى محتملة معها، ثم كانت المفاجأة أنه رضي من جديد وعاد ليجلس مع رئيس ''إيرباص'' ويتم توقيع الصفقة، وكأن تلك الصفقات الكبرى يتم اتخاذ قرار حيالها في ساعات فقط. بعد هذه الصفقة الضخمة عاد أكبر الباكر لعادته في التباهي، ففي مقابلة مع وسيلة إعلامية أجنبية مرموقة: قال إن هناك شركتي خطوط جوية (ستهيمنان) على المنطقة هما الخطوط القطرية وطيران الإمارات. وليته انتظر فقط ثلاثة أيام ليتعلم من رئيس ''ليون إير'' التي أبرمت بعد المعرض مباشرة الصفقة الأضخم في تاريخ ''بوينج'' لشراء 300 طائرة دفعة واحدة، وليعود بعد التوقيع رئيسها رشدي خيرانه إلى مكتبه بصمت وتواضع. استخدام رئيس ''القطرية'' مصطلح (الهيمنة) يثير الكثير من التساؤلات، ولكننا سنتعرّض للجانب المهني منها. فهو بتصريحه هذا قد همّش ناقلات جوية أكثر عراقة وأكبر سوقاً مثل ''مصر للطيران'' التي تأخرت فقط بسبب سوء إدارة النظام السابق، وإلا فإن مصر الأولى في مقومات النقل الجوي في المنطقة لأسباب كثيرة منها جاذبيتها لتكون كدبي حاضنة أعمال دولية، حيث توافر القوى البشرية واعتدال المناخ والثروة الثقافية والسياحية ومركزها التوسطي كرابط بين ثلاث قارات هي إفريقيا وأوروبا وآسيا. ''خطوط الاتحاد'' الظبيانية تجاهلها الباكر مع أنها كـ ''القطرية'' تتمتع بملاءة مالية ضخمة تستطيع - إن أرادت - شراء خطوط إنتاج ''إيرباص'' و''بوينج'' مجتمعة لسنوات، وأبو ظبي كالدوحة تنمو نحو العالمية لتكون موطناً لصناعات الطاقة. أما تجاهله للخطوط السعودية، فإنه ينم على غياب النظرة لديه عن الطبيعة المتغيرة لصناعة النقل الجوي وارتباطها بالكثير من العوامل التي تؤثر فيها. فالخطوط السعودية قد تأتي إليها إدارة جديدة تنتشلها وتبنيها من جديد، وبذلك تكون ناقلة لدولة الاقتصاد الأكبر في المنطقة، والتي تمتلك سوقاً ضخمة ومتنوعة أهمها الحج والعمرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي