اقتصادي: تلهث وراء الإعلان وأهملت المضمون
انتقد مختص اقتصادي التوجه العام لإذاعات الإف إم الخاصة التي صرح لها بالعمل أخيرا في الأثير السعودي، حيث باتت تلهث وراء الإعلان التجاري متجاهلة تحسين مضمونها الذي تبثه طيلة 24 ساعة.
وأوضح طلعت حافظ الإعلامي الاقتصادي وأمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك السعودية أن إذاعات الإف إم التي صرح لها أخيرا بالعمل فاقدة للهوية المستقلة، وأن ما تقوم به هو محاولة لتقليد بعض القنوات المعروفة التي لم تستطع أن تثبت هويتها السعودية. وأبان حافظ أنه رغم الإمكانات التي خصصت لهذه الإذاعات إلا أنها للأسف لم تشبع المضامين والفعاليات والمؤتمرات والأحداث المحلية بالطرح والتحليل والنقاش، بل ركزت على الجانب الترفيهي بشكل مبالغ فيه مما جعل بعضها تنهج وتنحاز للجانب الفني الترفيهي بشكل كامل وغيبت الجوانب الأخرى.
أكد طلعت أن إغفال هذه الإذاعات للطرح الاقتصادي بات ملموسا وملحوظا حيث قال : في وقت نفخر فيه بأضخم ميزانية في وطننا ونحتفل كل يوم بتدشين مشروع وافتتاح مؤتمر اقتصادي وبعقود ضخمة تصب في مصلحة التنمية إلا أن هذه الإذاعات لم تعر الجانب الاقتصادي أي بال، وفي حال تم طرح بعض القضايا الاقتصادية فإنها تطرح بشكل سطحي وضعيف نظرا لافتقادها المتخصصين في الجانب الاقتصادي.
وزاد حافظ : نعلم أن هذه الإذاعات دفعت مبالغ ضخمة لوزارة الثقافة والإعلام مقابل الحصول على تراخيص بث هذه الإذاعات وأن هذا اللهث خلف الإعلانات يأتي لتعويض هذه الخسائر، فمبالغ الإعلانات مصدر رئيس للدخل وللصرف على الإذاعات، لكن هذا الطموح للريعية بشكل سريع من قبل القائمين على الإذاعات أفقدهم قدرة جودة المنتج الإعلامي، فأصبحنا في غالب الأحيان لا نسمع إلا برامج فنية وأغاني مختلفة باتت أذن المتلقي الناضج تنفر منها.
الجدير بالذكر أن إذاعات الإف إم دفعت عشرات الملايين مقابل حصولها على حقوق البث في السعودية، وكان أعلى أسعار هذه الرخص من نصيب إذاعة ألف ألف حيث دفعت 75 مليون ريال، بينما إذاعة روتانا حصلت على رخصة البث الإذاعي مقابل 67 مليون ريال، أما إذاعة مكس إف إم فقد دفعت 66 مليون ريال مقابل الحصول على ثالث رخصة بث محلية على موجة الإف إم .