طائرة الأحلام لن تكفي

عندما أطلقت شركة بوينج مشروع طائرتها (787) المسماة طائرة الأحلام قبل عشر سنوات، أعلنت تعهدها بأن تشكل الطائرة الجديدة قفزة تقنية واسعة أمام منافساتها من الشركات الصانعة للطائرة خاصة شركة أيرباص وحلاً جذريًّا لارتفاع التكلفة التشغيلية للطائرات الحديثة. وعندما عرض التصميم الأولي للطائرة الجديدة عام 2002 أمام كبرى شركات الخطوط الجوية في العالم، كان واضحًا مدى جدية شركة بوينج في المغامرة في استخدام آخر تقنيات العلوم في مكونات الطائرة المختلفة، خاصة عندما أعلنت أن هيكل الطائرة بأكمله سيكون مصنوعًا من المواد المركبة غير المعدنية. كان إعلان بوينج أن طائرة الأحلام ستوفر 20 في المائة من الوقود مقارنة بمنافساتها كافيا لتسابق الشركات لحجز طلبيات مبكرة سعيًا للفوز بأسعار مشجعة ومواعيد تسليم مبكرة. شركة بوينج لم تبخل على طائرة الأحلام من أي تقنية أو إبداع متاح حتى الشكل الخارجي للطائرة المقيد بالتوزيع التقليدي لمقاعد المسافرين أضافت له بصمات ذهنية كي تكون طائرتها مختلفة عن الآخرين. اليوم يكون قد مضت ثلاثة أشهر على دخول طائرة الأحلام الخدمة التجارية مع الخطوط اليابانية في عهد جديد وصعب لصناعة النقل الجوي في العالم الذي يواجه استمرار الهبوط الاقتصادي والمجهول الذي يحيط بالوقود النفطي. ارتفاع أسعار النفط يرفع من حصة تكلفة الوقود بالنسبة لجميع التكاليف التشغيلية الأخرى إلى ما يقارب النصف، مع عدم القدرة على المناورة على هذه التكلفة، مما تسبب في إجبار شركات النقل الجوي على رفع أسعار التذاكر الذي بدوره تسبب في عزوف كبير عن السفر الجوي لترتد على إفلاس الكثير من الناقلات الجوية. وعندما وصل سعر برميل النفط إلى ما يقارب 150 دولارًا، اتجهت صناعة الطاقة واستثمرت بقوة في مشاريع البحث والتطوير عن بدائل خاصة لتصنيع الوقود العضوي المستخلص من النبات، وكذلك تحويل الغاز الطبيعي الأرخص من الزيت الخام إلى وقود مسال للطائرات، إلا أن النتائج الأولية، وإن نجحت، تظل بعيدًا عن صناعة وقود بديل بأسعار تنافسية مع وقود الطائرات الحالي، مما يحتم على الشركات الصانعة للطائرات البحث عن جديد في تصميم وصناعة الطائرات ومحركاتها بحثًا عن مخرج لإنقاذ صناعة النقل الجوي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي