أحداث الساعة خارج اهتمام الأثير المسموع

أحداث الساعة خارج اهتمام الأثير المسموع

إذا كنت من المهتمين بمعرفة الأخبار على مدار الساعة في واقع سياسي واقتصادي يتغير كل ثانية، فسيكون لديك أكثر من وسيلة إعلامية تطلعك على كل جديد، ولكن ضع في اعتبارك أن هذه الوسائل لن يكون من ضمنها أبداً أي إذاعة من تلك التي تبدو على قائمة الموجات المحلية وتشتغل بدرجة وضوح أكثر من غيرها.
الواضح أكثر أن قائمة إذاعات الـ FM الخاصة لم تنظر بكثير من الاهتمام إلى قيمة المذياع التاريخية حين كان مرجعاً وحيداً في تقديم الوجبة الإخبارية، كما لم تهتم كثيرا بأنها تقف على قدم المساواة مع التلفاز ووسائل الإعلام الجديد من حيث سرعة إرسال المعلومة ومباشرة نقل الحدث، ونتيجة أمر كهذا كانت مادة إخبارية بالغة الاختصار، يتم بثها على مدار اليوم كاملا - دون متابعة ما استجد بشأنها خلال هذا اليوم طبعا - بل إن مدة الموجز الإخباري في بعض تلك الإذاعات لا تكاد تتجاوز مدة إعلان تجاري، وطبعا لن نتحدث عن برامج رصد وتحليل الأحداث المحلية والعالمية لأن هذا لا يبدو أمراً مستساغاً لإذاعات تعتمد منهجيتها بشكل أساسي على المواد الرياضية والترفيهية كمكون أساسي لها مع مساحة لا يمكن الاستهانة بها من البث الغنائي بطبيعة الحال.
على الجانب الآخر فإن الجرعة الإخبارية التي تقدمها الإذاعات الرسمية ما زالت وبحسب متابعين لا تؤدي الدور الذي يحتاج إليه مستمعو الأخبار من مواكبة مستمرة ومتجددة وهو ما جعلهم يرون أن حاجة الإعلام المسموع إلى إذاعة تقدم المادة الإخبارية باحترافية أيضاً أصبحت أكثر وجاهة من أي وقت مضى، ولاسيما في ظل وجود قناة إخبارية متخصصة في منظومة الإعلام المرئي المحلي، وفي وقت يزداد فيه الاستثمار الإعلامي اتجاها نحو هذا المجال، وهو ما اتفق معه صالح المرزوق مدير إدارة البرامج في إذاعة الرياض في حديثه لـ ''الاقتصادية'' حيث أكد على أن العصر الحالي هو عصر التخصص وأن وجود إذاعة إخبارية لا يختلف عن أي وسيلة إعلامية متخصصة وموجهة كما هو الحال في القنوات الرياضية وقنوات الأطفال وغيرها.
وتحدث المرزوق عن بديهية ارتباط الأخبار السياسية والاقتصادية بحياة الناس وهو ما جعل شريحة واسعة منهم يحرصون يوميا على متابعة النشرات والبرامج الإخبارية والتحليلات معتبرا أن وجود قناة إذاعية تقدم لهم هذا المحتوى أصبح مطلبا ضروريا وملحاً مع توافر وسائل الاتصال المختلفة وتحفز الثورة التقنية لإيصال الخبر للمتلقي بأسرع وقت ممكن، وأضاف ''متى ما التزمت الإذاعة الإخبارية بالمقومات المهنية والأسلوب الجاذب مع التحديث في المضمون فإنها ستكون قادرة على النجاح والبقاء شأنها شأن القنوات الفضائية المعروفة''.
في السياق ذاته، أشار المرزوق إلى أن الحديث عن ظهور إذاعة إخبارية رسمية لن يكون أمرا مستبعدا في حال تم التحول إلى طابع المؤسسة وبالشكل الذي يمكنه توفير الإمكانات المادية التي تلبي متطلبات تشغيل هذه الإذاعة، معتبرا أن فكرة كهذه في حال تحققت فسيكون لها جمهورها الواسع من مختلف شرائح المجتمع.

الأكثر قراءة