«القنوات التلفزيونية» تدخل الصراع السياسي بالتشويش وسحب التراخيص
أصبحت اللعبة الإعلامية جزءا من التكتيك الهجومي لكل حرب سياسية باردة كانت أو ساخنة، هذا ما يلحظه المشاهد بكل يسر ، بمجرد اطلاعه على نشرة أخبار تقطعت إشارتها بفعل التشويس أو فقدت من الإرسال بسبب الحجب أو سحب الترخيص.
منذ مطلع عام 2011 تصاعدت نبرة الحرب الإعلامية، فبدأت بعض الأنظمة السياسية تقوم بإرسال موجات مضادة لإرسال تلك القنوات، حتى تصاعد التشويش وبلغ ذروته في عز أوج الأحداث السياسية فيما يسمى بالربيع العربي، لدرجة وصلت معها بعض المحطات لاختيار ترددات بديلة وبعضها الآخر لأقمار اصطناعية بديلة بغرض الهروب من هذا التشويش المتعمد الذي حجب بعض ترددات القنوات.
ووصل الحال ببعض القنوات الإخبارية إلى أنها تعلن في نشراتها الإخبارية عن هذا ''الهجوم التشويشي'' وترصد مواقع صدوره وتوجهه والجهات التي تقف خلفه، وتعلن في آخر الخبر عن التردد البديل والقمر المخصص له.
أما الوجهة الأخرى للحرب الإعلامية فهي ما قامت به هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية المعنية بمراقبة وسائل الإعلام (أوفكوم) تجاه القناة الإخبارية الإيرانية المدعومة من الدولة ''برس تي في'' حيث تم سحب ترخيصها في بريطانيا لانتهاكها قوانين البث.
وتم قطع الإرسال عن القناة التي تبث باللغة الإنجليزية في بريطانيا يوم الجمعة. ومن بين مقدمي برامجها النائب اليساري البريطاني السابق جورج جالاوي ولورين بووث الأخت غير الشقيقة لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.
وقال بيان لهيئة الاتصالات البريطانية إنه من الواضح أن ''الإشراف التحريري للقناة يعتمد على شركة برس تي في العالمية (ومقرها طهران)''. وهذا يعني أن القناة تنتهك قوانين البث التي تنص على أن صاحب الترخيص يجب أن يكون له إشراف كامل على وضع البرامج.
وقد تم تغريم القناة أيضا مبلغ 100 ألف جنيه استرليني (150 ألف دولار) بعد بث مقابلة مع صحفي قالت أوفكوم إنها ''حصلت عليها بالإكراه''. وأشارت برس تي في إلى''أنها لا ترغب وغير قادرة على دفع الغرامة''.
وفي خطاب نشر في وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس التنفيذي للقناة محمد سارافاز إن أوفكوم جزء ''من جهود يائسة لإسكات صوت بديل في بريطانيا''.
وتقول القناة التي تمولها الحكومة الإيرانية على موقعها إن لها رؤية تقوم على ''الاهتمام بالأصوات ووجهات النظر المهملة في الغالب لدي جانب كبير من العالم''.
وهذه الأساليب نقلت الحرب الإعلامية التقليدية من فبركات الأخبار واختلاق التصريحات إلى مرحلة تقنية متقدمة تلغي الآخر وتحجب صوته.