تحولات «النشرة الجوية» تنقلها لمرتبة البرنامج الحواري
أخبار الطقس'' كما تسمى في القنوات الأجنبية، أو '' نشرة الأحوال الجوية'' كما تسمى لدينا لا تزال تعاني في قنواتنا التلفزيونية العربية من القوالب الجامدة النمطية لشكل عرضها الإخباري التلفزيوني، والذي ارتبط غالبا بعد نشرات الأخبار الرسمية الرئيسية المسائية في التلفزيونات الحكومية.
يوما بعد يوم يتزايد الاهتمام من قبل المتلقين العرب وتحديدا السعوديين بالطقس وآخر أخباره وصور حالاته المختلفة من أمطار وأعاصير وغيرها من التقلبات الجوية، وما الإقبال على المواقع الإلكترونية والبرامج المعنية بذلك إلا دليل على رصد هذا التوجه، الذي كان من المتوقع أن يدفع القنوات التلفزيونية أن تطور من واقع شكل عرض أخبار الطقس لديها، إلا أن النشرات الجوية ما زالت بنمطيتها المعهودة في النشرات الجوية!
المتابع للقنوات الأمريكية والأوروبية يجد أن معظمها يعطي جزءا كبيرا من ساعات بثها لبرامج الطقس، حيث انتقلت في تعاطيها مع الطقس من نشرات إخبارية إلى برامج حوارية ونقل مباشر، فتجد داخل برنامج الطقس ربطا مباشرا بمواقع هطلت فيها فيضانات وأمطار، ومواقع أخرى تعرضت لأعاصير بحرية أو ترابية، فجمعت تلك البرامج بين عناصر تجديد في عرض الطقس حيث ربطت بين النقل المباشر واستضافة المعنيين بالأرصاد، وقراءات التوقعات المستقبلية بشكل آني، حتى عندما تنتهي برامج الطقس تستمر المتابعة بطريقة التتر الإخباري ، وعند حدوث حالة جوية تستدعي التنويه أو حدوث تغير في الطقس يستدعي الانتباه لا تتردد القنوات تلك في عرض شريط عاجل بآخر المتابعات.
وهناك أمثلة تستدعي الإشادة وهي نشرات الطقس التي تعرضها القنوات الإخبارية الشهيرة، حيث شملت تجديدا ملحوظا أخيرا في عرضها لنشرات الطقس، حيث يتميز العرض الجوي بصور خرائطية ذات أبعاد فنية عالية الجودة عبر زوايا متنوعة للمواقع المتأثرة بالحالة الجوية، مضافا إليها الأخبار المتعلقة بالمشاريع ذات العلاقة بالطقس ومتغيراته، كأخبار السيول والصرف الصحي، فأدخلت نهجا جديدا إخباريا لعرض الطقس ، كما أن هناك تغييرا في أولويات عرض مناطق هذه النشرات الجوية ، فنجد أنه أيام الحج يتم التركيز فيه على المشاعر المقدسة وتكون لها الأولوية، وعندما تكون هناك أحداث سياسية مؤثرة على بقعة جغرافية ما، يتم منحها الأولوية في عرض حالة الطقس فيها.