التصميم العالمي
ما التصميم العالمي؟ إنه أسلوب تصميمي ظهر في السنوات القليلة الماضية، ويهدف إلى إيجاد بيئات (سواء كانت أماكن أو فراغات)، أو كذلك منتجات، أو أنظمة يمكن استخدامها من قبل أكبر عدد من الناس مهما اختلفت أعمارهم وأجناسهم وقدراتهم الجسدية والصحية ومستواهم الاقتصادي. فالهدف من التصميم العالمي هو تضمين المرونة ببدائل متعددة للاستخدام في الشيء الذي يتم تصميمه. ويعرف التصميم العالمي أيضاً بمسميات أخرى (مثل: التصميم للجميع، والتصميم الصديق، والتصميم لمدى الحياة، وغيرها).
وقد عني بهذا الأسلوب التصميمي في البداية من قبل المعماريين والعمرانيين، بما يعرف بالتصميم بلا عوائق، حيث كان الهدف منه تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالذات مستخدمي الكراسي المتحركة، من التنقل بسهولة داخل المباني وفي الفراغات العمرانية خارجها. ولكن هذا الأسلوب التصميمي تطور في السنوات القليلة الماضية ليشمل تقديم حلول تصميمية لمنح المستخدمين جميعاً مهما كانت ظروفهم؛ الفرصة بالتساوي لاستخدام المنتجات والعناصر والمكونات والأماكن والفراغات. لذا نجد اليوم عدداً كبيراً من المصممين الصناعيين، المعنيين بتصميم منتجات الحياة اليومية من أجهزة وأثاث وسيارات وغيرها، وكذلك مهندسي التصميم الداخلي، إضافة إلى المعماريين؛ أصبحوا يعتنون بتطبيق مجموعة من المبادئ أو الأسس التي تحكم التصميم العالمي في أعمالهم التصميمية لضمان تحقيق المساواة بين الجميع في الاستخدام، وتوفير المرونة في استخدام الأشياء المصممة، وجعلها تتسم بالبساطة والبدهية، وأن تكون المعلومات الصادرة عنها مدركة ويسهل استيعابها وفهمها من قبل الجميع، مع مراعاة إمكانية استخدامها بأقل جهد جسدي.
ويعد المسكن الصديق من أهم الأمثلة للتصميم العالمي أو التصميم للجميع، فهو مسكن يمكن أفراده جميعهم مهما كانت حالتهم الصحية أو أعمارهم أو قدرتهم الجسدية من استخدامه والتنقل فيه بسهولة (سواء كانوا: أطفالاً أو كباراً أو عجزة، أصحاء أو مرضى، سليمين أو من ذوي الاحتياجات الخاصة). فهو مصمَّم بلا عوائق تحد من حركة البعض، وبأبعاد ومساحات تستوعب متطلبات الحركة الخاصة بالجميع، ومزود بعناصر ومكونات يستطيع الجميع التعامل معها واستخدامها على اختلاف إمكاناتهم وقدراتهم. فالتنقل بين مستويات مختلفة الارتفاع في المساكن الصديقة محدود أو معدوم، وإذا دعت الحاجة فإن المنحدرات والمصاعد متوافرة للاستخدام بوصفها بديلاً آخر للأدراج. والأبواب تفتح تلقائياً أو يسهل فتحها من قبل الجميع. والطاولات و"كاونترات" المطبخ والمغاسل مرنة وقابلة للارتفاع والانخفاض بطريقة آلية لتلبي احتياجات الشخص السليم أو من يعاني آلاماً في الظهر وكذلك من يستخدم الكراسي المتحركة. والتحكم في الحنفيات والصنابير يتم بمقبض واحد لضبط تدفق المياه ودرجة حرارتها، أو بطريقة ذاتية تعمل بحساس إلكتروني. ومفاتيح الكهرباء واضحة تضيء في الظلام ويستطيع الجميع الوصول إليها والتحكم فيها بسهولة ودون جهد. وغيرها من المعالجات التصميمية التي تجعل المسكن مريحاً وسهل الاستخدام من قبل الجميع.