الخطوط الكويتية والديمقراطية المكبلة
الأشقاء في الكويت كان لهم السبق التاريخي في الخليج العربي في صناعة السفر والعطلات، فهم أول من نظم حملات الحج ذات الخدمات المتكاملة من نقل ومؤنة وعلاج. الكويتيون أيضا سباقون في صناعة العطلات السياحية الإقليمية والدولية، وانعكس ذلك على تطويرهم وامتلاكهم عديدا من المرافق في العالم العربي وأوروبا، إذ يبلغ حجم الاستثمارات الكويتية في صناعة السياحة خارج الكويت 20 مليار دولار. الخطوط الكويتية، الناقل الوطني للكويت، كانت اللاعب الأول كناقل سياحي والخطوط المفضلة للمسافر الكويتي حتى الغزو العراقي الغاشم الذي دمر بنيتها وأدخلها في دوامة حكومية حتى هذه الساعة. 20 سنة مرت على تحرير الكويت وعودة الحياة إلى وتيرتها، إلا أن الخطوط الكويتية لم تنهض وتتطور بما يتلاءم مع حجم الاقتصاد الكويتي والتنامي السنوي في حجم حركة المسافرين عبر مطار الكويت. بل إن خطوطا ناشئة ظهرت في السنوات القليلة الماضية كالقطرية والاتحاد اكتسحت خطوطا تاريخية كالخطوط السعودية والخطوط الكويتية وطيران الخليج. الحالة التي وصلت إليها الخطوط الكويتية اليوم من تقادم الطائرات والغرق في الخسائر وتدني الجودة هي مثال ناصع في صناعة النقل الجوي لتأثير التشريعات الحكومية المكبلة على تأخر أو تقدم الخطوط الجوية حتى وأن امتلكت سوقا ثريا. صناعة النقل الجوي في عالم اليوم أصبحت صعبة الربحية لأسباب متعددة منها الكساد العالمي وارتفاع أسعار الوقود وكثرة الداخلين الجدد. ونظرا لأن نسبة كبيرة من تكاليف الخطوط الجوية عالمية العوامل كتكلفة شراء أو استئجار الطائرات، الوقود والصيانة وقطع الغيار فإن ربحية شركات الخطوط ترتبط بحصة الفرد من الناتج القومي التي تنعكس على الرفاهية ومن نسبة القادرين على ركوب الطائرات. الكويت حاضن قوي لشركات الخطوط الجوية عطفا على متوسط دخل الفرد من الناتج القومي الذي يزيد على 50 ألف دولار، وموقعها الاستراتيجي في ممرات جوية قارية. أتت الديمقراطية بمفهومها الأصلي لمنح الجميع حق إبداء الرأي وآلية لمشاركة الشعب في البناء وتطورت إلى برلمانات ينتخب فيها الشعب ممثليهم. الكويت وحتى وقت قريب كانت البرلمان العربي المنتخب الوحيد، إلا أنه بعد كل دورة سرعان ما يتنافر القطب التشريعي والقطب التنفيذي فتتوه البوصلة. وينتج عن ذلك عوائق تؤخر بل تلغى كثيرا من المشاريع التنموية الكبرى التي تحتاج إلى سرعة قرار ورعاية قيادية إلى أن تنتهي وتسلم للشعب. الخطوط الكويتية تحتاج اليوم إلى قرار من القيادة العليا لوضع برنامج زمني للخصخصة الكاملة هي ومطار الكويت الدولي الذي تسرب جزء كبير من حركته الجوية إلى مطارات مجاورة.