«الدماء في الأخبار» تنفر المشاهدين من التسمر أمام الشاشة
جدل يتسع، ونقاش يحتدم، بمجرد أن تظهر على شاشة التلفاز لقطات العنف وضحاياه مصحوبة بأشلاء وأجساد القتلى وبقع الدماء.
يتفق المتلقون على ازدياد وتيرة نقل الأحداث والمشاهد الدامية والعنيفة عبر شاشات التلفزيون أخيرا خاصة مع تسارع الأحداث السياسية الدامية في محيطنا العربي ، ما حدا بالمختصين بالمسارعة إلى التحذير من آثارها النفسية السلبية على المشاهدين وخاصة الأطفال.
الثورات في المحيط العربي، الأحداث السياسية والاضطرابات في دول العالم، التفجيرات، الكوارث الطبيعية، والحوادث المتفرقة، كلها مصادر تقتبس منها وسائل الإعلام هذه المناظر التي تنقلها، ولكن تختلف السياسات التحريرية لدى حارس البوابة في كل وسيلة تتعاطى مع هذه المشاهد.
النمط الأول لدى بعض وسائل الإعلام هو عدم نشر أي صور لوجوه القتلي في صفحاتها وبرامجها حيث تعتبر ذلك من المحرمات لخدشه الذوق العام ولما يسببه من مشاعر استياء المشاهدين ويسبب سخطهم.
أما النمط الثاني لأداء بعض المؤسسات الإعلامية فيتركز على نشر الواقع كما هو، لا يأبه بأي منظر كان، بل ينقله بحاله مهما كان مستوى القسوة والدماء والضحايا في الصورة.
أما النمط الثالث فهو يتخذ مسارا بين الاثنين، حيث يتم نقل صور الضحايا ولكن دون أن تكون بشكلها القاسي، وفي الخط التلفزيوني يأتي قبل عرض الصور إعلان تحذيري بأن هناك لقطات سيتم بثها تحمل مشاهد مؤلمة.
وبين هذه الأنماط الثلاثة يصدر صوت طيف واسع من المتلقين مفاده أن الابتعاد عن مشاهدة الواقع المؤلم بكل تفاصيله يجلب للنفس الراحة والهدوء.