حقوق الآخرين من منظور مجتمعنا
استياء زائري الجنادرية من ''شبان'' امتطوا مقدمات ''الإسعاف.. خبر نشرته صحيفة ''سبق'' بتاريخ 25 ربيع الأول 1433هـ، ليس هذا هو الموقف الأول ولا أعتقد أنه سيكون الأخير طالما إن البعض يسيء استخدام المواقف ويجعلها مواقف سلبية لمن حوله، فهناك شخصيات مريضة نفسيا وكم هي منتشرة في مجتمعنا لأناس يعتبرون نموذجا من نماذج الاضطرابات والأمراض النفسية، وإن كان الضرر عليهم فليكن كذلك طالما أنهم يصرون على سلوكياتهم وأخطائهم، ولكن الأمر مؤلم عندما يلحق الضرر أو الإزعاج بالآخرين لتتمحور تلك السلوكيات النفسية تحت خانة سوء الأخلاق بالمفهوم العام وفقدان الوعي بأهمية احترام حقوق الطرف الآخر بالمفهوم العلمي الذي تفتقده عدد من الأسر داخل أسوارها وهو من أهم العوامل التي تنمي ذلك التوجه السلبي غير الواعي أو المقدر للطرف الآخر، فالزوج الذي يسيطر على راتب زوجته ليصرفه وفقما شاء هو بذلك يسرق حقا ليس له، والأب الذي يضرب ابنته ضربا مبرحا إنما يتعدى على حيز ليس من حقه، والمرأة التي تضرب خادمتها فهي ترتكب جريمة لأنها حطمت حق الإنسانية لغيرها، نماذج كثيرة يكتظ بها مجتمعنا وأسر ليست بالقليلة تلك التي تفرز غير الأسوياء وغير المدركين لحقوق غيرهم، وللأسف فإنه وعلى الرغم من الرقابة الاجتماعية المشددة إلا أن الأخطاء تأتي أضعاف وأضعاف لأننا لا نحمل في أنفسنا تجاه الآخرين سوى الانتقاد الاجتماعي والرقابة الضاغطة والانشغال بأخطاء الغير ووضعها تحت المجهر. قبل تأديتنا لعمل أهم بكثير يقتضي الاجتهاد في توعية أبنائنا نحو احترام حقوق الغير، ولو ألقينا نظرة إلى بعض الطلاب في المدرسة نجد أن أسرهم يوحون لهم أن من حقهم أن يكسروا ويخربوا وأن لا عقوبة من خلف ذلك، لأن ما يحطمونه هو ليس من ضمن أملاكهم إن كانوا في مدارس حكومية، أما إن كانوا في مدرسة أهلية فهم يوحون لأبنائهم بجواز ما يفعلونه كمقابل لأقساط المدرسة.. ليست تلك السلوكيات بعيدة عن المجتمع وهي أمثلة لواقع حقيقي، فاحترام حق الغير لغة لا يدركها البعض مع أن ديننا الإسلامي حفظ لكل فرد حقه وأمره بما عليه من واجبات، ولكن لغة العصر الراهن للأسف جعلت الحق مطاطيا بلا حاجز ولا رادع، فهناك من يرى أن من صلاحيته أن يرسم حقوقه كما أراد حتى وإن كانت تتقاطع مع حقوق الآخرين، والبعض الآخر يرى أن من واجب الآخرين أن يرضخوا لما يفعل ولما يريد وكأن الحياة الاجتماعية أصبحت وفق ما يرغب البعض على حساب الآخرين ولو كانوا أقرب المقربين لهم، نحتاج في مدارسنا إلى توجيه مكثف لأدبيات السلوك كمعلومة فكرية تزرع من الطفولة!