هالة المصراتي .. مذيعة «التبني» التي أشهرت مسدسها واختفت
هي لم تكن ممثلة، ونحن لم نكن نشاهد فيلم ''آكشن'' عندما أخرجت هالة المصراتي مسدسها الشخصي على الهواء وقالت عبارتها الشهيرة :''يا قاتل أو مقتول''. والحقيقة أن المذيعة التي باتت أيقونة للنظام الليبي إبان ثورة 17 فبراير أصبحت فيما بعد مثارا مستمرا لعدة أخبار تتعلق بمصيرها بعد أن بقيت على مدى شهور مثارا للجدل في الرأي العام وبين متابعي الوسائل الإعلامية.
وبعد آخر ظهور لها وهي تضع غطاء رأس وتقف بين مجموعة من الثوار متحدثة عن انتهاء فترة ''الظلم'' بحسب تعبيرها، وعن أن ''الشاب الليبي الحر لا يؤذي الليبية''. واختفت المصراتي لوقت طويل قبل أن تشاع أخبار أخيراً عن مقتلها في سجنها. أخبار تبنتها عدة وكالات أنباء عالمية، والتبني هنا يختلف عن التبني الاجتماعي الذي قالت عنه المصراتي في أكثر تصريحاتها غرابة إن ''الإسلام قد حرمه''، ولا سيما أن تعليقها ذلك كان يتناول ''تبني مجلس الأمن للحظر الجوي على ليبيا''.
عدد من السمات الشخصية جعلت هالة تمثل نموذجا يستحق الدراسة من عدة زوايا نفسية وإعلامية، اللهجة المحلية البحتة والاسترسال الذي لا يكاد ينتهي حتى مع إتاحة ساعات من البث المفتوح تقوم أساساً على ما تقوله المذيعة بجانب تلقي الاتصالات وعرض بعض التقارير، نبرة التحدي التي لن تشعرك بأن هناك من يؤمن بقضية ما أكثر مما تؤمن هذه الإعلامية بما تقوله.
ظل المنتج الإعلامي لهالة المصراتي معتمدا على التجييش والتحفيز، وعلى توجيه الانتقاد اللاذع بلهجة تميل أحيانا إلى ما هو شخصي كما هو الحال مع استعراض التواريخ المهنية لبعض المنشقين أوالتهكم على أسمائهم إذا تطلب الأمر. وفي أثناء ذلك يحضر التشكيك في وطنية البعض والطعن في انتماء البعض الآخر لقبائل معينة في ليبيا، قبل أن يمر هذا المسار باستحضار الحكم والتماس مع الأسطورة ، وأحيانا استنتاج علاقة ما بين بعض الظواهر الجوية كالرياح والغبار وبين وجود مناصرة إلهية محتملة للنظام الذي تستميت في الدفاع عنه لدرجة توحي لك أنها تتمسك به أكثر حتى من تمسك قادته ورموزه به. إنها مجموعة الظواهر التي تصاعدت تعبيرياً حتى وصلت ذروتها بإشهار المسدس الشهير. أما أمس فقد نفت المذيعة المصراتي نبأ مقتلها على يد الثوار الليبيين، مؤكدة على حسن معاملة الثوار لها في محبسها، وذلك في فيديو ظهرت فيه.