لماذا غاب «صوت الأطفال» عن إذاعات الـ fm ؟
في وقت تقاطعت فيه الحروف عبر الأثير بكل المناشط والفنون والفعاليات، وتزاحمت فيه المحتويات الفنية والرياضية والاجتماعية والقضايا الخدمية، تجد أن هناك فراغا ملموسا فيما يتعلق بصوت الطفل في الإذاعات الخاصة على موجات الـ "إف إم".
يتفق المتابعون للإذاعات الخاصة التي تم الترخيص ببثها في أثير السعودية على أن المحتوى الفني الغنائي والرياضي يتصدران ساعات بثها، ومن ثم تأتي المحتويات في مختلف القضايا إضافة إلى الإعلانات التجارية، لكن يطرح التساؤل الكبير وهو: لماذا تغيب برامج الأطفال عن هذا الإذاعات؟ وهو ما سبب تذمرا كبيرا وسط شرائح واسعة من المتلقين.
أحمد السبيعي والد لثلاثة أطفال يشكو من تركيز أبنائه في السيارة على شاشات ألعاب الفيديو الصغيرة حيث يقول : غياب الإذاعات المخصصة للأطفال أو حتى البرامج الموجهة لهم جعل جانب الصوت مفقودا في حس الأطفال، فقط أصبحوا يركزون على الصورة في شاشة ألعاب الفيديو وأفلامه المسجلة.
ويبين السبيعي أن سنوات ماضية خلت كانت برامج الأطفال فيها تشهد ازدهارا في القناة الأولى السعودية، حيث كانت أناشيد أطفال المدينة المنورة تستقطب كل أفراد الأسرة لمتابعتها، ويستذكر السبيعي ذاك الزمن الجميل بكثير من التحسر لما وصل إليه إهمال الأطفال الآن من مستوى.
أما منصور العواد فيلقي باللائمة على الإذاعات الخاصة التي تناست جانب الأطفال حيث يقول: الإذاعات هذه ركزت فقط على الأطفال في جوانب برامجية صحية عندما يكونون مرضى فقط !! نحن نريد أن نسمع إبداعاتهم وأصواتهم حيث إن الاهتمام بالطفل نصت عليه جميع المؤتمرات المعنية بالإبداع، نريد برامج بأصواتهم، نريد همومهم وقضاياهم تطرح بأصواتهم دون أي تغيير أو تصنع. ويرى العواد أن سبب إهمال الإذاعات الخاصة لهذه الجوانب هو ضعف الرؤية لأهميتها من جهة ومن جهة أخرى انعدام مراكز التدريب والاستقطاب لهؤلاء الأطفال من تلك الإذاعات، حيث تملأ الإذاعات وقتها بما يسهل عليها وهو الأغاني، أما الأطفال الذين يحتاجون إلى تدريب ورعاية فهو مكلف بالنسبة لهم لذلك يتجاهلونه.