تباين محتويات البث التلفزيوني دون تصنيف للفئات العمرية
القيم المهنية للمحتويات الإعلامية ومواد البث التلفزيوني، التي عطفت عليها مواثيق شرف المهنة، تجعل كل وسيلة إعلامية أمام مسؤولياتها الأخلاقية والأدبية، لذلك أصبح في كل قناة تلفزيونية وإذاعية فريق للتأكد من جودة محتوى البرنامج والرقابة على أدائه ومدى ملاءمته للمتلقين.
من هنا يبدر تساؤل كبير يطرحه المتابعون لتلك القنوات، وهو عن سبب غياب تحديد الفئات العمرية التي تتناسب مع هذا المحتوى أو ذاك، من خلال تحديد العمر في زاوية صغيرة أسفل الشاشة تكون واضحة للجميع بغية التحوط من مشاهدة الأطفال لبعض المضامين الخادشة للحياء.
يذكر إبراهيم الشلوي الطالب في قسم الإعلام في جامعة الإمام أن إغفال القنوات التلفزيونية لهذا الجانب يسبب أزمة أخلاقية لدى بعض القنوات، وذلك لضربها بقيمنا وأخلاقنا عرض الحائط في مضامين بعض المسلسلات التي تبثها أو البرامج المستنسخة التي تعرضها وما تحتويه من مشاهد لا أخلاقية.
ويقول الشلوي : دائما نقع في مواقف محرجة، فمثلا تتابع الأسرة بكبارها وأطفالها مسلسلات على قنوات فضائية عربية وفجأة في معمعة الأحداث يأتي مشهد ساخن لا أخلاقي يفاجئ الأسرة بجميع أفرادها بمن فيهم الأطفال ويجعلهم يشاهدون هذا المشهد المنافي للأخلاق، وبعد ذلك تبدأ التساؤلات لدى الصغار حول ذلك وتبدأ تظهر لديهم بوادر الاصطدام بين الواقع الذي فرضته القنوات التلفزيونية والثقافة التي نشأ عليها الأطفال.
أما محمد الودعاني المبتعث في أمريكا فيؤكد أنه من خلال متابعته للقنوات الأجنبية لا يقع في حرج من هذا النوع أبدا، وذلك لأن القنوات الأجنبية تتفهم مسؤولياتها الأخلاقية (حسب قوله) فهي تضع تنبيها بالعمر الذي يتناسب مع تلقي محتوى كل مادة إعلامية سواء كانت برنامجا أو مسلسلا.
ويوضح الودعاني : تلقائيا عند إمساكي بالريموت كنترول أعرف بالضبط كل محتوى لأي عمر يتناسب، وأجعل هذا الأمر نصب عيني، وأيضا زاد الأمر على ذلك حيث إن هناك قنوات أجنبية تراعي جودة المحتوى وضبطه، بحيث إنها يستحيل أن تضع في أوقات الذروة أو الأوقات التي يكثر فيها وجود الأطفال أمام الشاشة مضامين لا أخلاقية، لأن ذلك ربما يكبدها دعاوى قضائية تقام ضدها من المتلقين.
و بين المشهدين في قنواتنا العربية والقنوات الأجنبية، يرتفع الصوت مناديا بتحمل القنوات لمسؤولياتها الأدبية بتقييم محتوى كل مادة تبث ومن ثم تقييمها وتحديد الفئات العمرية التي تتناسب معها تجنبا لعرض مواد لا تتناسب مع شريحة المتابعين لها.