الشريط الإخباري يتحول من الأنباء العاجلة إلى المحادثات وتفسير الأحلام

الشريط  الإخباري يتحول من الأنباء العاجلة إلى المحادثات وتفسير الأحلام
الشريط  الإخباري يتحول من الأنباء العاجلة إلى المحادثات وتفسير الأحلام
الشريط  الإخباري يتحول من الأنباء العاجلة إلى المحادثات وتفسير الأحلام

منذ ظهور الشريط الإخباري في القنوات التلفزيونية الفضائية وهو يقوم بأدوار كبيرة في التفاعل الآني مع بث الرسائل الاتصالية بشكل فوري ،حيث أصبح يقوم بأدوار أكثر فعالية من الخبر المنطوق في حالتين: الأخبار العاجلة ، والأخبار دائمة العرض.

فكانت الأنماط المستخدمة في الشريط الإخباري لا تخرج في السابق عن إطارين ، الأول هو بث مستمر طيلة ساعات البث التلفزيوني للأخبار مقسمة بين ثلاث فئات ، أخبار سياسية ، واقتصادية، ورياضية ، وهذا يضمن للقناة أنها ربطت المتلقي بشكل دائم مع الأخبار التي يبحث عنها حتى ولو لم تكن هناك نشرات إخبارية دائمة، فهو هنا خلصها من عبء النشرات الإخبارية المستمرة.

#2#

أما الإطار الثاني لاستخدام شريط الأخبار فهو للنمط الإخباري العاجل، بحيث يأخذ الشريط لونا مختلفا، وهو اللون الأحمر غالبا، ويتكرر بثه مسبوقا بكلمة ''عاجل'' ويستمر في أغلب الأحيان ما بين 3 دقائق إلى 15 دقيقة متناوبا الظهور بصيغ مختلفة.

ومع الثورة الفضائية التي برزت خلال العقد الأخير على القنوات التلفزيونية، طرأت متغيرات على ملامح الشريط الإخباري في الفضائيات شكلا ومضمونا.

فأصبحنا نشاهد شكل الشريط الإخباري يتوشح باللون الأزرق والأصفر والأخضر و أيضا أصبحنا نشاهد أحجام الخطوط وزوايا تقسيمة الشريط تتخذ أشكالا جمالية وجذابة، وبات يأخذ أحجاما متباينة لكل قناة بحيث يصنع لها تميزا في شكل الشاشة، أما مضمون الشريط فلم يعد بالاستخدامات السابقة، بل زاد على ذلك بكثير.

أصبحت القنوات ذات التوجه الديني تخصص الشريط الإخباري كاملا مخصصا لاستقبال الفتاوى وطرح التساؤلات الدينية وتعبيرات رؤى المنامات ، وأصبحت القنوات ذات الطابع الشعبي تخصص شريطها الإخباري للألغاز والحكايات الشعبية وأبيات الشعر وأخبار الأمسيات الشعرية ومستجدات الطقس، أما القنوات الرياضية فأصبحت وقائع المباريات والأحداث الرياضية المحلية والعالمية تسيطر عليها إضافة إلى المسابقات الرياضية التي لا تنقطع عن تلك القنوات، أما القنوات الغنائية فتحول الشريط الإخباري فيها إلى دردشة مباشرة ومحادثات بين المشاهدين ذكورا وإناثا في مواضيع مختلفة أو كانت المواضيع العاطفية والرومانسية تطغى عليها.

#3#

أما الشريط الإخباري الأكثر إثارة للجدل وربما يكون الأكثر متابعة على صعيد القنوات هو الشريط الإخباري للقنوات التلفزيونية ذات الطابع المحلي الاجتماعي التفاعلي والتي تبث برامج واقعية من داخل استديوهات أشبه بالمنازل السعودية وتناقش قضايا المجتمع السعودي، حيث تحول الشريط الإخباري فيها إلى طرح طيف واسع من القضايا والمواضيع، ابتداء من التساؤلات الصحية وصولا للاستفسارات الرومانسية الخادشة للحياء وانتهاء بالوصفات الشعبية.

فهد المبدل أحد متابعي هذه القنوات يؤكد أنه يجد المتعة في قراءة الشريط الإخباري لدى هذه القنوات، حيث يقول : أصبحت أخفض صوت التلفزيون واكتفي بمشاهدة الشريط الإخباري فيه فقط ، لكن أحيانا يتم تمرير رسائل تخدش الحياء العام على شكل نصائح أو تساؤلات بأسماء سيدات أو رجال أنحرج كثيرا إن قرأتها وبجواري إحدى بناتي أو أبنائي ، وأشك أحيانا أن تمرير تلك الرسائل الخادشة للذوق العام يأتي بقصد بغرض زيادة الإثارة ورفع نسبة المشاهدة.

بادي العتيبي يذهب أبعد مما ذهب إليه المبدل حيث يقول : أشك أن مصدر تلك الرسائل هم العاملون في تلك المحطات حيث يكتبون الرسالة ويمررونها بأي مضمون كانت ومن ثم تتدفق الرسائل تعقيبا على الرسالة الأصلية المثيرة ، وإلا كيف تبرر إجازة تلك الرسالة وعرضها؟

أحد العاملين في القنوات الفضائية ( تحتفظ الاقتصادية باسمه) يؤكد أن كثيرا من القنوات الفضائية من شدة هرولتها خلف دخل الرسائل المادي أصبحت توظف مسؤولا خاصا بالرسائل النصية على الشريط بحيث كلما لمح ضعفا في تدفق الرسائل يقوم هو بالمهمة ويرسل متقمصا دور شاب أو فتاة لإنعاش الحديث حول قضية ما.

وهنا يطالب الكثيرون بضبط المواد المعروضة على الشريط الإخباري وضرورة اتفاق محتواها مع الذوق العام ، وأن لا تترك عرضة لمن أراد استغلالها والترويج لقناته على حساب قيم المجتمع.

الأكثر قراءة