حسين نجار مذيع عتيق يعانق الأثير بصوته الرخيم
ما إن يتم الحديث عن كوكبة جيل الرواد من المذيعين السعوديين إلا ويأتي الدكتور حسين نجار ضمنهم.
الإعلامي الشهير الدكتور حسين محمد يعقوب نجار من أوائل الإعلاميين والمذيعين السعوديين الذين تعود المتلقي على سماع صوته عبر الأثير ومشاهدته عبر التلفاز لعقود.
هو صاحب الصوت الرخيم الذي يتلو الدعاء لمسافري الخطوط الجوية السعودية وهو ذاته أيضا كان المعلق الرئيسي في التلفزيون السعودي على أحداث الحرم المكي عام 1400 هـ عند دخول جهيمان للحرم المكي.
ولد في مدينة مكة المكرمة عام 1944م وتلقى تعليمه الأولي في مكة المكرمة وبعد سنة واحدة فقط في المرحلة المتوسطة انضم إلى معهد المعلمين في مكة وتخرج منه عام 1961م كأستاذ لمادة اللغة العربية في نفس المدرسة التي تركها ولكنه أصر على أن يكمل تعليمه العادي وبذلك أصبح معلما نهارا وتلميذا ليلا في نفس المدرسة. ثم أكمل تعليمه الثانوي والجامعي حتى تخرج من جامعة الملك عبد العزيز في جدة في تخصص إدارة أعمال. وأكمل تعليمه في جامعة ميزوري في الولايات المتحدة وحصل على الماجستير والدكتوراه.
بدأ العمل الإعلامي منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية حيث أدرج اسمه كمقدم للحفلات الختامية السنوية التي جرت العادة على إقامتها سنويا.
التحول الكبير في حياة حسين نجار كان نهاية عام 1964م حين قدم بعض الفقرات في حفل رياضي في مكة احتفالا بفوز النادي الأهلي السعودي وكان من الحاضرين المعلق الرياضي الشهير زاهد قدسي الذي حرص أن ينضم حسين نجار إلى الإذاعة وهذا ما حصل في بداية عام 1965م. استمر في العمل الإعلامي وقدم أول برنامج منوعات عبر إذاعة البرنامج الثاني وهو برنامج (حدائق منوعة). ثم قدم عبر سنين عمله العديد من البرامج الثقافية والعلمية والاجتماعية.
تقاعد عن العمل الإداري عام 2001 م ولكنه استمر في العمل الإعلامي ومحاضرا متعاونا مع معهد الإدارة العامة في مدينة جدة وكذلك مع قسم الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز في جدة والمركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج.
يقول الدكتور حسين نجار في مقابلة صحفية سابقة : كنت أذهب للإذاعة في الصباح الباكر فلا أخرج منها إلا في ساعات الليل المتأخرة، ولكي ندرك الدور الملقى على عاتق المقدم الإذاعي، فإن علوم الاتصال تصف الراديو بأنه جهاز بارد، بعكس التلفزيون الذي يوصف بأنه جهاز ساخن، ويتجلى الفرق في أن الراديو جهاز يعتمد على الخيال، ليتمكن المستمع من تصور ما لا يراه، لذا فكلما نجحت في استثارة خيال المستمع وتفاعله مع المادة فأنت مذيع ناجح، بعكس التلفزيون فليس فيه مساحة للخيال، فالتلفزيون جاء ليعطي المتلقي بعدًا جديدًا، لذلك غرنا منه كإذاعيين ولكننا للأسف لم نطور أنفسنا لمنافسته.
وتمضي السنين ولا يزال حسين نجار صوتا شامخا يتدفق عبر أثيرنا ويسكن آذاننا بروحه المفعمة عبر إذاعة البرنامج الثاني من جدة.