إذاعات الـ FM فوضى الهوية وفقدان التخصص
انتقد أكاديمي متخصص في الإعلام تشتت هوية إذاعات الـ fm وفقدانها التخصص الذي كان المتلقي ينشده ويطلبه منذ أن تم التصريح لهذه الإذاعات.
وأوضح مسفر الموسى المحاضر في قسم الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنه كان من المفترض عند منح التصاريح لتلك الإذاعات مراعاة التخصص في توجهاتها، فليس من المعقول أن تكون جميع الإذاعات ذات توجه فني باستثناء إذاعة واحدة تقدم الهوية الرياضية في معظم ساعات بثها.
وقال الموسى: نستمتع كثيرا بالإذاعة عندما نسافر إلى دول الخليج العربي، فنستمع ونحن في السيارة للإذاعة أوقاتا طويلة، لأننا نجد فيها مايشبع نهمنا المعرفي، حيث تجد إذاعة ثقافية، وأخرى سياسية، وثالثة فنية، ورابعة اجتماعية، وكل إذاعة متماسكة الهوية والمضمون. أما لدينا فمع الأسف باتت الإذاعات كلها ذات توجه واحد وهو فني في الغالب، باستثناء برامج لاتشغل حيزا طويلا من البث، وهذا مانفتقده في إذاعاتنا حيال تخصصها.
ويتفق مع مسفر الموسى المستمع فهد الشبرمي الذي يقول : أنا شاب ولكني لا أجد في هذه الإذاعات إلا البرامج الاجتماعية التي أتابعها، أما أغلب أوقاتها فهي أغان وبرامج مسابقات أقل ما توصف به بأنها لاتستحق المتابعة لسذاجة النمط القائمة عليه".
ويضيف الشبرمي: أغلب هذه الإذاعات لديها تمويل إعلاني ضخم، لماذا لايصرفون هذه المداخيل التي يجنونها في صنع هوية مستقلة لهم، ويبتعدون عن الإطار الواحد الذي انحشرت فيه إذاعاتنا وهو القالب الفني.
أما على صعيد الكوادر العاملة في تلك الإذاعات فيعود مسفر الموسى لتأكيد أن المذيعين الجدد تلقائيون وعفويون ويتفاعلون مع مجتمعهم بلغتهم البيضاء البسيطة فهم يقدمون وجها جديدا وحميميا للإذاعة. أما فهد الشبرمي فيختلف معه ويقول إن هناك ضعفا كبيرا في الجوانب التأهيلية لدى مذيعي تلك الإذاعات، ويضيف: أحد مذيعي إذاعات الـ fm تحول إلى طبيب شعبي يعطي وصفات نحافة وتسمين للمستمعين وكأنه متخصص في الطب البلديل وعلم الاعشاب، إضافة إلى مذيع آخر في إذاعة أخرى يطلق كلمات مؤذية للأذن وغير لائقة كتعليق على بعض الرسائل التي تصل إليه.