الظهور التلفزيوني ملجأ لتغيير الصورة أمام المتلقي

الظهور التلفزيوني ملجأ لتغيير الصورة أمام المتلقي

يتفق علماء الاتصال على أن الظهور التلفزيوني عندما يوظف بتقنيات وأدوات ومهارات مؤثرة وفي سياقها السليم ستكون أفضل مغير للصورة النمطية للفرد أو المؤسسة. وهذا ما يجعل كثيرا من الشركات والأفراد يصنعون حملات دعائية وإعلامية بإدارة مهنية، وذلك لكسب رهان تغير الصورة وتحسين السمعة.
لكن ما هو حاصل على الصعيد السياسي الآن فهو يجعل الأمور من زاوية أخرى، حيث يصعب تغيير الصورة التي تلطخت بالدماء والأشلاء وتحويلها من صورة دموية إلى صورة إنسانية حيث يرفض العقل والمنطق ذلك مهما توشحت برداء الإنسانية المزيف. حيث عرضت لقطات أذاعها التلفزيون السوري للرئيس السوري بشار الأسد وزوجته أسماء وهما يعدان مساعدات غذائية في محاولة على ما يبدو لتحسين صورتهما بعد أن تعرضا للسخرية لسعيهما إلى شراء سلع فاخرة عن طريق الإنترنت بينما ترتكب الجرائم ضد الشعب السوري الأعزل. وعرض التلفزيون صورا للأسد وزوجته وهما يتلقيان ترحيبا عارما في ستاد الفيحاء في دمشق.
وشارك الزوجان مئات المتطوعين في تعبئة صناديق من الورق مملوءة بالدقيق والسكر وزيت الطعام والمعكرونة لضحايا القتال في حمص حيث تسحق القوات الموالية للرئيس انتفاضة هناك.
وعمل الأسد وزوجته طويلا لتحسين صورتهما لكن هذه الجهود أتت بنتائج عكسية العام الماضي عندما ظهرت صورة مبهرة لأسماء الأسد على مجلة فوج بعد أن شن زوجها حملة قمع عنيفة ضد محتجين يطالبون بالديمقراطية.
وأصبحت تلك الصور الآن جزءا من حملة من خلال موقع يوتيوب تقودها زوجتا سفيري بريطانيا وألمانيا في الأمم المتحدة التي يتم فيها عرض اللقطات الأنيقة لأسماء الأسد بالتبادل مع لقطات بشعة للأطفال السوريين القتلى والجرحى.
وتجنبت أسماء في اللقطات التي أذيعت ارتداء أي ملابس فاخرة وارتدى زوجها الذي بدت عليه علامات الارتياح قميصا بسيطا ولف حول عنقه شريطا يحمل بطاقة تعريف مثل المتطوعين الآخرين.
ونمط الحياة المترف الذي تحياه أسماء الأسد جعلها هدفا لخصوم زوجها. وقالت شييلا ليال جرانت وهوبيرتا فوس فيتيج زوجتا السفيرين البريطاني والألماني في الأمم المتحدة إن الهدف من حملتهما على يوتيوب هو إقناع أسماء الأسد بأن تتحرك لمنع زوجها. ويقول الفيديو الذي أعلن أنه رسالة موجهة لأسماء الأسد : بعض النساء يهتممن بالذوق الراقي وبعض النساء يقمن برعاية شعوبهن. بعض النساء يحاربن من أجل مظهرهن والبعض يكافحن من أجل البقاء.
وحازت أسماء صورة كامرأة جادة تستلهم القيم الغربية. ولكنها احتفظت فيما يبدو بنمط حياة مترف والتسوق من المتاجر الفاخرة في وقت الانتفاضة ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود. ويفرض الاتحاد الأوروبي حظرا على سفر أسماء إلى دول الاتحاد أو التسوق من شركاتها.

الأكثر قراءة