الريال والدولار .. متى نعيد التقييم؟
نشاهد ونسمع ونقرأ آلافاً من الأخبار عن أن أسعار النفط في ارتفاع مستمر، وهناك من يقول: إنها أسعار عادلة، ويخالفهم من يقول: إنها أسعار غير عادلة، وكذلك الحال مع أسعار الذهب، إذ تثور أسئلة فحواها: هل يمكن أن يعد استثماراً آمناً؟ وهل سوقه مستقرة؟، وبالعودة إلى ما كانت عليه الحال عام 1980 لغاية عام 2010 نجد أن نسبة متوسط التغير في أسعار النفط طوال 30 سنة هي 5 في المائة تقريبا.
وأما الذهب فكانت نسبة التغير فيه 3 في المائة تقريبا خلال الفترة نفسها، وقد يقول القارئ: هذه فترة طويلة للقياس من حيث المدة الزمنية، ولكن لو أخذنا كل عشر سنوات على حدة، فإنه يمكن أن تعد فترة مقبولة من ناحية الدورة الاقتصادية، نعم، قد تختلف من مجال إلى آخر، ولكن بصورة عامة بين سبع وعشر سنوات يكون القياس فيها جيدا ومقبولاً.
إن نسبة متوسط التغير في أسعار النفط بين عامي 1980 و1990هي 2 في المائة تقريبا وهذه هي الفترة التي شهدت نهاية الحرب الإيرانية العراقية وبداية غزو الكويت، ومن عام 1991 إلى عام 2000 كانت نسبة متوسط التغير 5 في المائة تقريبا ومن 2001 إلى 2010 كانت نسبة متوسط التغير 13 في المائة تقريبا وهذه فترة انطلاق الصناعة الصينية وكذلك الهندية، ومن الطبيعي أن يكون هناك زيادة على طلب الطاقة (النفط).
أما الذهب فكانت نسبة متوسط التغير فيه من 1980 إلى عام 1990، هي 1 في المائة تقريبا، ومن عام 1991 إلى عام 2000 كانت نسبة متوسط التغير -3 في المائة تقريبا، ومن عام 2001 إلى عام 2010 قفزت نسبة متوسط التغير في أسعار الذهب لتصل إلى 16 في المائة تقريبا، وكانت أبرز الأحداث المصاحبة لهذه الفترة الاعتداء على برجي التجارة في أمريكا، والحرب في أفغانستان، والأزمة المالية التي هزت الاقتصادات العالمية.
إن فترة عشر أو 30 سنة لا تعد بالمدة الطويلة في قياس أعمار الدول، ولا نسبة التغير في أسعار النفط التي لم تتجاوز 5 في المائة تقريبا خلال الـ 30 سنة الماضية، لكن المشكلة تكمن في سعر صرف الدولار مقابل باقي العملات، وارتباط كثير من العملات بالدولار، وخصوصاً الريال السعودي، ولهذا شكل أحد أسباب التضخم، وهو تضخم مستورد نتيجة اختلاف سعر الصرف بين الريال والعملات الأخرى للدول المصدرة.
إن الناظر في قياس نسب التغير خلال السنوات الخمس الأخيرة يجد أن نسبة التغير في الذهب مقابل الدولار 23 في المائة تقريبا، قبل فك ارتباط الدولار بالذهب من عام 1965 إلى عام 1970، حيث كان متوسط سعر الذهب 35 دولاراً، وبعد فك الارتباط عام 1971 إلى 1976 كان متوسط سعر الذهب 106 دولارات بمعنى أن قيمة الدولار هبطت مقابل الذهب، واليوم يواصل الذهب الصعود حتى وصل إلى 1500 دولار تقريباً، فلماذا لا يعود ربط العملات بالذهب؟ أو أن تكون هناك معادلة بين الذهب والنفط، يمكن في ضوئها ربط العملات، والإسهام في وضع لبنة جديدة من لبنات الاستقرار في بنيان الاقتصاد العالمي؟ ومن ناحية الريال السعودي، لماذا لا تتم إعادة تقييم الريال مقابل الدولار ويعطى الريال القيمة الحقيقية ليسهم في حل مشكلة التضخم، وتخفيض المستوى المعيشي في المملكة، فيعود مع هذه الخطوة جزء من الاستقرار الاقتصادي العالمي المنشود؟