السديس: 29 عاما يترنم المصلون بصوته.. ويخشعون لدعائه في ختم القرآن

السديس: 29 عاما يترنم المصلون بصوته.. ويخشعون لدعائه في ختم القرآن

هو صوت طالما ترنمت به أسماع المصلين داخل وحول جناب المسجد الحرام, تلتهب أكفهم وتدمع أعينهم وتخشع قلوبهم في كل ليلة ختم القرآن الكريم في شهر رمضان, عندما يلهج لسانه بالدعاء, ويصفع وساوس الشيطان بالخشية.
هو الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس, الذي قضى تسعة وعشرين عاما إماما وخطيبا للمصلين في المسجد الحرام, حيث تم تعيينه عام 1404هـ, لتكون أول صلاة يؤم بها المسلمين هي صلاة العصر في الثاني والعشرين من شعبان في العام نفسه, وحتى يومنا هذا, الذي توج فيه رئيسا عاما لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمرتبة وزير, بالأمر الملكي الصادر أمس ليخلف الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين, الذي أنهكه المرض عن متابعة أعماله في الرئاسة.
مهام جسام تنتظره مع أول يوم له في سدة رئاسته لشؤون المسجد الحرام, بعد أن يؤم المصلين في إحدى صلواته, ويدعو ربه أن يوفقه في مهمته المقبلة التي تحتاج منه الجهد الجهيد والفكر المنير, خصوصا أن المسجد الحرام, وما حوله مقبل على متغيرات طبوغرافية جديدة سيشهد فيها الحرم المكي توسعات جديدة ومتطلبات كثيرة، سيحمل ثقلها هذا الشيخ الجليل الذي كسب خدمة الحرمين الشريفين في جميع المجالات، فهنيئا له هذا الشرف العظيم.
لم يكتفِ الشيخ السديس بإمامة المصلين، بل حملته حماسته الدينية ليكون سفيرا لربه في أصقاع الأرض يجوبها من شمالها إلى جنوبها, ومن غربها إلى شرقها, لينشر دعوة ربه السماوية, مستخدما عذوبة صوته ليصل بها إلى أبعد الحدود, شارك في افتتاح العديد من الصروح الإسلامية في كثير من البلدان الأوروبية والآسيوية.
الشيخ السديس الذي أبصرت عيناه عند مولده في منطقة الرياض, عام 1382هـ, تعود أصوله إلى محافظة البكيرية إحدى محافظات منطقة القصيم, تمكن من حفظ القرآن ولم يكن يبلغ من العمر اثني عشرة سنة, وفي سنة 1979م حصل على شهادة من المعهد العلمي في الرياض بتقدير ممتاز، بعد ذلك وفي سنة 1983م أتم السديس دراسته العليا في الجامعة، حيث حصل على شهادة في الشريعة، ثم بعدها على الإجازة من الجامعة الإسلامية محمد بن سعود سنة 1987م، كما نال الدكتوراه في الشريعة الإسلامية سنة 1995م من جامعة أم القرى, وفي العام نفسه نال جائزة الشخصية الإسلامية للسنة في الدورة التاسعة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم. استطاب له المقام في مكة ليجاورها على مدى ثلاثة عقود, في حي العوالي من ناحية الشرق, والقريبة من الحرم المكي الشريف, تزوج ابنة عمه وله من الأبناء تسعة ذكور, وخمس إناث, وما زال يمكث في العاصمة المقدسة حتى يومنا هذا.

الأكثر قراءة