الجدعان: تراجع في حدة التوترات التجارية ومعالجة الديون أولوية عالمية
أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان، رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي، أن العالم يشهد تحسنا في الأوضاع التجارية مقارنة ببداية الأسبوع الماضي، مع تراجع الضجة حول التوترات التجارية التي أثرت سابقا على التوقعات الاقتصادية.
الجدعان قال إن السبيل لحل مثل هذه التوترات يكمن في تفهم موقف كل الأطراف المعنية ومن ثم الحوار، وهو ما حصل هذا الأسبوع، عبر حوار صريح تضمن وضع مهلة زمنية لحل كل المسائل، مضيفا لتلفزيون الشرق إن التصعد التجاري المتبادل لا يخدم الاقتصاد.
جاءت تصريحات الجدعان خلال كلمته في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي لعام 2025، والتي شاركت فيها أيضًا رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، وعدد من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من حول العالم.وقالت اللجنة الدولية في بيان "يمر الاقتصاد العالمي بمنعطف خطير. فبعد سنوات من تزايد المخاوف بشأن التجارة، تصاعدت التوترات التجاري بصورة مفاجئة، مما أدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين وتقلبات السوق وظهور مخاطر على النمو والاستقرار المالي".
ومطلع أبريل فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسوم جمركية على الصين بلغت 145% مطلقا شرارة حرب تجارية مع فرض الصين رسوم 125% على الوارادات الأمريكية.
وأشار الجدعان إلى أن صندوق النقد بدأ بالفعل بتقديم المشورة لأعضائه بشأن كيفية التعامل مع آثار التوترات التجارية، في حين شدد على أن معالجة أزمات الديون العالمية تمثل أولوية قصوى في المرحلة الحالية.
وأضاف أن حالة عدم اليقين في التجارة العالمية ما زالت تؤثر على آفاق النمو الاقتصادي، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية المشتركة.
وبشأن سوريا أعرب الجدعان عن امتنانه لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي على تعزيز دعمهما لسوريا في هذه المرحلة الحرجة. وأضاف أن الدعم الثنائي ومتعدد الأطراف خطوة مهمة نحو تحقيق استقرار اقتصادي.
وأكد الجدعان، ضرورة الوقوف إلى جانب سوريا التي تخرج من وضع هش عبر توفير الدعم والمشورة، مشدداً على أهمية تقديم الدعم المالي الثنائي ومتعدد الأطراف.
وزير المالية السعودي أوضح أن صندوق النقد الدولي يعمل على المضي قدماً بحذر في عملية دعم الاقتصاد السوري، مشيراً إلى أن الفترة الحالية تمثل "فرصة جيدة" خاصة في ظل وجود حكومة لديها الإرادة الكافية لتوفير الدعم ومستعدة لتوفير كل ما هو ضروري لدعم الشعب السوري.
وألمح إلى أن سوريا تعد أبرز مثال، ولكن "هناك اليمن وفلسطين والسودان، ولدينا دول أخرى تحتاج حقاً إلى الدعم، بما في ذلك لبنان".
في حين قالت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة إن مسؤولين من الصندوق ومن البنك الدولي ودول رئيسية التقوا مع مسؤولين من سوريا هذا الأسبوع لبحث الجهود المبذولة لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب، مؤكدين على الحاجة إلى بيانات موثوقة.
وأضافت جورجيفا أن إعادة بناء مصرف سوريا المركزي وتوسيع قدرة البلاد على توليد الإيرادات من القضايا الرئيسية الأخرى التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع الذي عقد خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين.
يشغل الجدعان منصب رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التابعة لصندوق النقد الدولي، منذ يناير 2024 ولمدة ثلاث سنوات، وتعد اللجنة الجهاز الاستشاري المعني بالسياسات المنبثق عن مجلس محافظي صندوق النقد الدولي، وتضم 24 عضوا من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية. وتجتمع اللجنة عادة مرتين سنويا لمناقشة القضايا الرئيسية التي تواجه صندوق النقد الدولي.